الحائزة على نوبل للسلام 2025: ابنة محتكر الطاقة في فنزويلا، ومناصرة الاحتلال والابادة

الشعب نيوز/ رأي - حين تُمنح ماريا كورينا ماتشادو María Corina Machado جائزة نوبل للسلام، (1) يزداد يقيننا أن الجائزة لم تكن يومًا تكريمًا للسلام، بل أداة في يد الدوائر العالمية المهيمنة.
"ماتشادو"إبنة رجل الأعمال الذي احتكر الطاقة في فنزويلا لعقود، والوجه المفضل للحزب الجمهوري في واشنطن، صارت فجأة "رمزًا للحرية" فقط لأنها وعدت بخصخصة ما بناه تشافيز للفقراء، ولأنها تكره كل ما يمتّ بصلة إلى العدالة الاجتماعية.
لم تكن الجائزة تكريمًا لـ "امرأة شجاعة"، بل بيانًا سياسيًا موجّهًا ضد محور بأكمله: ضد اليسار اللاتيني، ضد فسلطين المقاومة، وضد كل صوت يرفض هيمنة الإمبريالية.
في الوقت نفسه، تُفرض عقوبات أمريكية على فرانشيسكا ألبانيزي Francesca Paola Albanese، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأنها كشفت جرائم الاحتلال الإسرائيلي ودعت إلى مساءلة المتورطين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
نعم، تمت معاقبتها في سابقة أولى في تاريخ العلاقات الدولية لأنها قالت الحقيقة، بينما تُكافأ ماتشادو لأنها كررت ما يرضي واشنطن.
وقد جاء ترشيح ترامب لنوبل في هذا السياق كجزء من مناورة لإعطاء زخم لماتشادو وقطع الطريق على أي ترشيح بديل مثل ألبانيزي، التي تمثل صوت الحق الفلسطيني في المحافل الدولية.
نوبل اليوم لا تحتفي بالسلام، بل تُسوّق لنموذج سلام شركات عبر-القطرية...
سلامٌ على مقاس "وول ستريت"، لا على مقاس الشعوب...
سلامٌ بلا كرامة، ولا ذاكرة، ولا حق الشعوب في تقرير مصيرها...
* طارق الشيباني
(1) Echaabnews- الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام )