غزة تنهض من الركام : عودة النازحين وسط دمار شامل وأمل هش

غزة / وكالات - في مشهد مؤلم ومفعم بالإصرار، بدأ مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، حاملين أطفالهم وأمتعتهم القليلة، وسط دمار هائل خلفه العدوان الصهيوني الذي استمر لعامين.
وعلى امتداد شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات على الأقدام، كثير منهم لا يجدون منازل يعودون إليها.
في خان يونس جنوب القطاع، تمكن السكان من دخول وسط المدينة بعد انسحاب القوات الصهيونية، ليواجهوا واقعًا كارثيًا: 85% من المدينة مدمرة، و400 ألف طن من الركام تغطي شوارعها، إضافة إلى انهيار شبه كامل لشبكات المياه والصرف الصحي، وفقًا لرئيس البلدية.
ورغم الدمار، يتمسك العائدون بأرضهم، مؤكدين أنهم لن يغادروها مهما كانت الظروف.
وقد انتشرت الأجهزة الأمنية في المناطق التي انسحب منها الاحتلال لإعادة النظام، فيما دعت وزارة الداخلية المواطنين إلى حماية الممتلكات والتعاون مع الجهات المختصة.
في مدينة غزة، بدأت السلطات المحلية بإزالة الركام وفتح الطرقات، رغم ضعف الإمكانات.
وقال رئيس البلدية يحيى السراج إن الأولوية الآن هي استقبال العائدين وتأمين المياه وجمع النفايات ومعالجة مشاكل الصرف الصحي، ضمن خطة طوارئ نفذت خلالها أكثر من 5 آلاف مهمة خلال 24 ساعة.
الجمعة الماضي شهد بداية تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس و الكيان المحتل، الذي أُقر فجرا ودخل حيز التنفيذ ظهرًا.
الاتفاق، الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ينص على وقف الحرب، انسحاب تدريجي للجيش الصهيوني، تبادل للأسرى، دخول مساعدات، ونزع سلاح حماس.
ورغم انسحاب الجيش من أجزاء واسعة من غزة وخان يونس، لا يزال يمنع دخول الفلسطينيين إلى بيت حانون وبيت لاهيا ورفح، إضافة إلى بحر القطاع.
وقد اضطر مئات النازحين إلى نصب خيام فوق أنقاض منازلهم، في انتظار مستقبل مجهول.
العدوان الصهيوني ، الذي بدأ في أكتوبر 2023، خلّف أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة المئات.
ورغم ذلك، يواصل الفلسطينيون العودة، حاملين معهم إرادة الحياة والتمسك بالأرض.