رياضي

المغرب يصنع التاريخ ويتوج بلقب مونديال تحت 20 عاماً على حساب الأرجنتين

حقق المنتخب المغربي للشباب إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بتتويجه بلقب كأس العالم تحت 20 عاماً، إثر فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد في المباراة النهائية التي احتضنها الملعب الوطني "خوليو مارتينيس برادانوس" بالعاصمة التشيلية سانتياغو، وسط حضور جماهيري تجاوز 43 ألف متفرج .

دخل "أشبال الأطلس" المباراة النهائية بثقة عالية، رغم أنها الأولى في تاريخهم في هذا المحفل العالمي، بعد أن كانت أفضل نتيجة لهم سابقاً هي بلوغ نصف النهائي في نسخة 2005 بهولندا.

ورغم قوة المنافس، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة (6)، اختار المدرب المغربي محمد وهبي نهجاً تكتيكياً ذكياً، قائماً على ترك الاستحواذ للخصم والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.

ومن أولى تلك المرتدات، كاد المهاجم ياسر الزابيري أن يفتتح التسجيل بعد انفراده بالحارس الأرجنتيني سانتينو باربي، الذي أعاقه عند حافة المنطقة.

ورغم تجاهل الحكم الإيطالي ماوريتسيو مارياني للمخالفة في البداية، عاد لتقنية الفيديو "VAR" بعد طلب من الطاقم المغربي، ليحتسب ركلة حرة مباشرة نفذها الزابيري ببراعة في الزاوية اليمنى، معلناً الهدف الأول في الدقيقة 12.

لم تهدأ الأرجنتين بعد الهدف، بل اندفعت بكل قوتها بحثاً عن التعادل، لكن الدفاع المغربي بقي صامداً، قبل أن يوجه الزابيري ضربة ثانية في الدقيقة 29، بعد تمريرة عرضية من عثمان ماعما، لاعب واتفورد الإنقليزي، الذي تلاعب بالدفاع الأرجنتيني ببراعة.

وسدد الزابيري الكرة "على الطاير" بيسراه داخل المرمى، مؤكداً تفوق المغرب في النجاعة الهجومية.

في الشوط الثاني، حاول المدرب الأرجنتيني دييغو بلاسينتي تعديل الأمور بإجراء عدة تغييرات هجومية، لكن الحارس المغربي إبراهيم غوميس، الذي شارك أساسياً بسبب إصابة يانيس بنشاوش، تألق في التصدي لمحاولات الخصم، فيما واصل الزابيري تهديده للمرمى بتسديدة قوية مرت بجوار القائم.

ورغم لجوء الأرجنتين لتقنية "VAR" مرتين في الشوط الثاني، بدعوى وجود خطأ أو لمسة يد على المدافع المغربي علي معمر، إلا أن الحكم أكد سلامة الموقف في الحالتين، ليبقى التقدم المغربي قائماً حتى صافرة النهاية.

وبهذا الفوز، أصبح المغرب أول منتخب عربي يتوج بلقب كأس العالم تحت 20 عاماً، وثاني منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد غانا التي فازت باللقب عام 2009.

كما أضاف "أشبال الأطلس" الأرجنتين إلى قائمة ضحاياه في البطولة، والتي ضمت منتخبات عريقة مثل إسبانيا، البرازيل، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، وفرنسا.

ويأتي هذا التتويج ليعزز المسار التصاعدي لكرة القدم المغربية، بعد إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 ببلوغه نصف النهائي، ثم إحراز الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، ليؤكد أن المغرب بات رقماً صعباً في الساحة العالمية على مستوى جميع الفئات.