في ندوة إطارات توزر : تعزيز الجبهة النقابية ومواجهة حملات التشويه وضرب الحق النقابي

الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - في سياق الندوات الجهوية التي يشرف عليها أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بمختلف الجهات، التأمت بتوزر ندوةُ الإطارات النقابية بحضور الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الإعلام والاتصال، والأخ محسن اليوسفي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم ممتلكات الاتحاد والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبمشاركة واسعة من النقابيين والنقابيات بإشراف الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر.
تندرج هذه اللقاءات ضمن الدعوة الصادرة عن المكتب التنفيذي الموسّع لتعزيز مسار التعبئة النقابية وتدعيم الجبهة الداخلية في مواجهة حملات التشويه ومحاولات ضرب الحق النقابي، وخاصة في ظلّ تعثّر المفاوضات القطاعية وجمود مسارات الحوار الاجتماعي.
وقد شكّلت الندوة فرصةً لتجديد المواقف النقابية، واستعراض الأوضاع الوطنية والاجتماعية، وتأكيد الدور التاريخي للاتحاد كقوّة اقتراح ودفاع في مواجهة السياسات اللاشعبية.
🔹 الأخ محمد علي الهادفي: الاتحاد باقٍ وصامد رغم محاولات الإرباك والتشكيك
أكد الأخ محمد علي الهادفي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتوزر أنّ ما يُروَّج في بعض الصفحات والمواقع حول “حلّ الاتحاد” أو “تفككه” لا يعدو أن يكون حملاتٍ مغرضة تستهدف بثّ الشك في صفوف النقابيين وتقويض الثقة في المنظمة.
وقال إنّ الاتحاد “راسخ بفضل مناضليه وشرعيته التاريخية والدولية، ولن تُفلح أيّ محاولات في النيل من مكانته أو مصداقيته”.
وشدّد الهادفي على أنّ المنظمة العتيدة تجاوزت عبر تاريخها أزماتٍ أخطر وأقسى، لكنها بقيت ثابتةً لأنها تستمد قوتها من قاعدتها العمالية ومن التزامها بالدفاع عن العدالة الاجتماعية وكرامة الشغالين.
وأضاف أنّ الاتحاد “لا يدعو إلى الفوضى بل إلى نضال مسؤول” بمعنى التحرك المنظّم في إطار القانون والنضال الاجتماعي، معتبرًا أنّ “الإضراب أو التحرك ليس هدفًا في ذاته، بل وسيلةٌ لحماية الحقوق وتعديل السياسات الاقتصادية المنحازة ضد الأجراء”.
ورأى أنّ الأزمة الحالية ليست عرضية ولا تخصّ قطاعًا بعينه، بل هي انعكاسٌ لاختيارات اقتصادية متراكمة أنتجت الفقر والتفاوت وأضعفت المرفق العمومي، مقابل توجّهٍ متزايد نحو التضييق على الحريات والحقوق النقابية.
ودعا الهادفي إلى الوعي بخطورة المرحلة، والتمسّك بمسار الحوار الاجتماعي الحقيقي، معبّرًا عن ثقته في أنّ الاتحاد سيظلّ قوّة توازن واستقرار ورافعةً للإصلاح لا عائقًا له، قائلاً إنّ “من يراهن على ضرب الاتحاد إنما يراهن على تعطيل الوطن ذاته”.

🔹 الأخ سامي الطاهري: تصحير سياسي ومحاكمات استعراضية وإعلام موجّه لتضليل الرأي العام
قدّم الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الإعلام والاتصال، تشخيصًا شاملًا للوضع العام، معتبرا أن البلاد تمرّ بمرحلة هي من أعقد المراحل التي عرفتها تونس منذ عقود، حيث يتقاطع الانغلاق السياسي مع الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، وتُمارَسُ سياسةُ “افتعال الأزمات” لخلق عدوٍّ داخليّ دائم.
وأشار الطاهري إلى أنّ السلطة الحالية كرّست تصحيرًا للحياة السياسية، وشيطنت الأحزاب والمنظمات المستقلة، ووسّعت دائرة الترهيب القضائي والإعلامي في محاولة لإسكات الأصوات الناقدة.
وقال إنّ الإعلام العمومي والخاص على حدّ سواء تحوّل في كثير من الأحيان إلى منصّاتٍ لترويج رواياتٍ مضلّلة تستهدف الاتحاد والنقابيين، فيما تُمنَع تغطية تحركاتهم أو يُختزل حضورهم في بضع ثوانٍ من البثّ الانتقائي.
واعتبر أنّ الأزمة ليست فقط في السياسة بل في معيش الناس، إذ تتدهور الخدمات العمومية وتتآكل القدرة الشرائية وتتسع الهوّة الاجتماعية بفعل الغلاء وارتفاع الضرائب وانهيار منظومات النقل والتعليم والصحة.
وأكّد أنّ “البلاد تعيش حالة خوفٍ جديدة تُعيدنا إلى مناخات ما قبل 2010، حيث تُحاكم الأصوات الحرة ويُجرَّم الرأي ويُقمع النقد، بينما تُغلق نوافذ الحوار الاجتماعي ويُستبدَل التفاوض بقرارات أحادية”.
وفي المقابل، شدّد الطاهري على أنّ الاتحاد ماضٍ في تحرّكه التعبوي داخل الجهات والقطاعات لتوضيح مواقفه وتصحيح الصورة المغلوطة عنه، مبينًا أن المكتب التنفيذي ومجمع القطاعات قرّرا توحيد الجهود لتقوية الجبهة النقابية واستعادة التوازن داخل المشهد الوطني.
وقال إنّ الإضراب يبقى وسيلةً شرعيةً وقانونيةً حين تُغلق أبواب الحوار، مستشهدًا بتحرك قطاع البنوك أيام 3 و4 نوفمبر 2025 كدليلٍ على قدرة الاتحاد على التعبئة والتنظيم، رغم محاولات الترهيب.
وختم الطاهري بالتأكيد على أنّ المنظمة لا تسعى إلى الصدام بل إلى حوارٍ جديٍّ ومسؤول يفضي إلى حلول ملموسة، معتبرًا أنّ “الاتحاد ليس عدوًّا لأحد، بل هو صمّام أمان للبلاد وحامٍ لمصالح الشغالين، وأنّ من يريد استقرار تونس فعليه أن يختار طريق الحوار لا طريق الإقصاء”.
🔹 الأخ محسن اليوسفي: الأولوية لمواجهة التراجعات الخطيرة وتعزيز الوحدة النقابية
عبّر الأخ محسن اليوسفي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم ممتلكات الاتحاد والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن سعادته وفخره بالتواجد في جهة توزر، مبيّنًا أنّ المرحلة الراهنة تتطلّب أعلى درجات المسؤولية والوعي النقابي، لما تشهده البلاد من تراجعاتٍ خطيرة على مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها الحق النقابي والحوار الاجتماعي.
وأوضح اليوسفي أنّ الدفاع عن هذه الحقوق لا يكون إلا عبر تعزيز الوحدة النقابية والتشبث بالمنظمة كإطارٍ جامع للشغالين، مشيرًا إلى أنّ ما تواجهه الحركة النقابية اليوم من تضييقات متصاعدة يستوجب تعبئةً شاملة واستعدادًا جماعيًا للمحطات المقبلة من أجل حماية المكتسبات التي راكمها الاتحاد عبر تاريخه النضالي الطويل.
ودعا إلى استنهاض الهمم وتكريس ثقافة العمل الجماعي والتضامن النقابي، معتبرًا أنّ “الرهان ليس فقط على حماية مكاسب الماضي بل على ضمان مستقبلٍ يكرّس العدالة الاجتماعية ويعيد الاعتبار لدور الاتحاد كقوةٍ وطنية مسؤولة تدافع عن تونس وعن حقّ أبنائها في العمل الكريم والعيش الآمن”.
تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://tinyurl.com/achaab-naqaby