رجال المقاومة يخرجون جثة جندي احتلالي من منطقة ادعى العدو انه يسيطر عليها

الشعب نيوز/ منقول - خلال الأسبوع الأخير صعد الاحتلال الإسرائيلي من دعايته الإعلامية متباهياً بأنه يعرف أماكن الأسرى في رفح ومواقع أنفاق رجال المقاومة ، وزعم أن عدم تدخله الميداني في بعض المناطق قرار محسوب وليس عجزاً ، استخدم هذه الرواية لتلميع صورته المهتزة داخلياً بعد عامين من الفشل الميداني، ولإقناع جمهوره بأنه ما زال يمتلك زمام المبادرة.
لكن ما جرى اليوم في رفح كشف زيف هذه المزاعم بالكامل ، إذ تمكن رجال المقاومة من الدخول إلى المنطقة ذاتها التي يدعي الاحتلال السيطرة عليها ، برفقة الصليب الأحمر ، وانتشلوا جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن بعد أحد عشر عاماً من اختفائه ، في عملية دقيقة وسريعة أظهرت أن من يملك الميدان فعلاً هو من يعمل بصمت لا من يتحدث في الإعلام .
المشهد لم يتوقف عند كشف العجز الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي ، بل حمل بعداً إنسانياً ومقاوماً أعمق حين ارتقى ستة من رجال المقاومة الذين كانوا يحمون هذا السر منذ سنوات ، واستشهدوا إلى جانب الجندي الذي أخفوه عن أعين العدو طوال هذه المدة ، هؤلاء الستة مثلوا جوهر العقيدة القتالية لرجال المقاومة ( الانضباط ، الأمانة ، والصبر على المهمة مهما طالت ) ، لقد صانوا السر حتى اللحظة الأخيرة ، وسقطوا وهم يؤدون واجبهم بإخلاص نادر ..
بهذه العملية سقطت رواية السيطرة الكاملة التي كررها الاحتلال هذا الأسبوع ، وتحول إعلامه من أداة ترويج إلى شاهد على الفشل ، فالعدو الذي يزعم أنه يعرف كل شيء لم يعرف حتى ما يجري تحت قدميه ، في حين أثبت رجال المقاومة أن المعرفة الحقيقية ليست في الأقمار الصناعية ولا في المراقبة الجوية ، بل في الإيمان بالحق والدقة في الفعل .
محمد النجار