السودان اليوم بين المأساة الإنسانية وصراع المصالح : مقاربات لسفير السودان بتونس ورجال قانون وسياسييين من تونس و مصر والجزائر

وات - "دولة السودان لم تتفكك و أجهزتها متماسكة وتواصل تقديم الخدمات الحياتية للشعب وانسحاب الجيش من منطقة الفاشر كان تكتيكيا لضمان حياة المدنيين ." ذلك ما أكده سفير جمهورية السودان بتونس بخاري غانم محمد خلال ورشة عمل حول "السودان بين المأساة الإنسانية وصراع المصالح : قراءة في جذور الابادة و أبعادها الجيوسياسية والاقتصادية" نظمها المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بباردو مساء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 وحضرها عدد من الباحثين ورجال القانون والسياسة من تونس والسودان ومصر والجزائر .
وأضاف سفير جمهورية السودان بتونس " اينما تدخلت قوات الدعم السريع حيث تقتل الاطفال وتغتصب النساء وتقتل المدنيين بعد أن تسرق وتنهب الممتلكات ؛ ينسحب الاهالي الى مناطق سيطرة الجيش النظامي وهذه الميليشيات تظم 60 بالمائة من المرتزقة وقد دخلت عنوة المستشفى السعودي في الفاشر وقتلت 400 مريض وهم على اسرتهم ".
* تدخل خارجي متزايد
وعن التدخل الخارجي الذي يهدد بتفكيك الدولة ويدعم ماليا وعسكريا قوات الدعم السريع ، تساءلت درة قعلول رئيسة مركز الدراسات الاسترتيجية الأمنية والعسكرية حيث أعاد سفير جمهورية السودان بتونس بخاري غانم محمد التأكيد " ان عنف قوات الدعم السريع ما كان له أن يستمر منذ افريل 2023 الى غاية اليوم لولا دعم قوى اقليمية واضاف ان عدة جنسيات افريقية ومن أمريكا اللاتينية انظمت الى المرتزقة من قوات الدعم السريع .
والحل حسب السفير يمكن في تطبيق القرار 36/27 لسنة 2024 لقك الحصار على مدينة الفاشر .
وكان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة قد اودع بالحجج والبراهين تفاصيل عن نوعية الأسلحة المستخدمة ضد شعبنا المدني المسالم في عدة ولايات ومصادر صنعها والدول الناقلة لها وهذا ما تطرقت له كبرى الصحف العالمية حسب قول سفير جمهورية السودان بتونس .
وان لم يذكر سفير جمهورية السودان بتونس في بداية تدخله بالاسماء الدول إلداعمة فان أمرها فصله المحامي السوداني طارق علي والذي كشف عن تدخل دول الجوار على الحدود مع الفاشر مثل ليبيا وتشاد والنيجر كما ان المرتزقة قد تنامى عددهم من هذه الدول ودول من أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا وكذلك بعض الاكرانيين ممن يجيدون استخدام الأسلحة المستحدثة من المسيرات وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا ...ومشروع قوات الدعم السريع هو "مشروع إنقلاب "أكثر منه مشروع سياسي شامل .
و أعزى رجل القانون وعضو اتحاد المحامين العرب طارق علي عدم تفكك الدولة وتواصل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية واسترسال مد المياه والكهرباء الى طبيعة النظام الفيدرالي حيث تتوزع السلطات وتستقل بقراراتها بين الولايات على عكس النظام المركزي الذي كان موجودا قبل ثورة ديسمبر 2019.
* في جذور الازمة
ويعود وائل عمر عابدين رئيس حزب "بناء السودان "الى جذور الازمة التى تتمكن القوى السياسية بعد "ثورة ديسمبر 2019 "من تجاوزها لأن الازمة مركبة وهي نتيجة لثلاثة عوامل اولها العملية السياسية منذ ما قبل الاستقلال ذلك" إن الصراع لم يكن سلميا على السلطة بل ثوريا بين تيارات ايديولوجية ثلاثة بين الماركسية والقومية العربية والاسلام السياسي وهذا اعاق التداول السلمي على السلطة وحتى ثورة 2019 لم تمكن من احداث ثورة قيمية تبعد الحركات المسلحة وتؤسس لعمل الاحزاب المدينة."
والعامل الثاني يقوم على" التدخل الاجنبي لدول الجوار في السودان مثل ليبيا حيث كان نظام معمر القذافي يدعم الاحزاب الايديولوجية واذرعها المسلحة هذا إضافة إلى تدخل الدول الأكثر هشاشة في المنطقة وهي هشة الى الان واخرى لها "مناعة مالية وطموحات اقتصادية و سياسية "وهي خليجية.
اما العامل الثالث المحدد لقراءة واقع السودان اليوم وحسب وائل عمر عابدين فهو" تنموي اذا تقوم البنية الاقتصادية على التفاوت بين الولايات الكبرى مثل الخرطوم والولايات الأخرى حيث نسيطر القبيلة على الاراضي المشاعة ."..
* نزوح مائي
أما الباحثة في مركز بدر للدراسات الدولية بالقاهرة والاستاذة المساعدة بكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بمصر ريم حسام الدين فهي لا تفصل الصراع السياسي عن الغنائم الاقتصادية والصراع حول الثروات المنجمية والمعدن يا من ذهب ويوراتيوم ونفط في عدة مناطق من جمهورية السودان ' ذلك إن الأحتقان العرقي يعود إلى ندرة المياه في "المستودعات المائية الاحفورية غير المتجددة" والتي تمثل خزان ب3٫6 مليون متر مكعب في منطقة الشرق خاصة و قد بدأت تنضب ونزل مستواها الى ما دون 18 متر مكعب وهذا ما دفع حوالي مليوني ساكن الى الهجرة الى مناطق أخرى.لتعيش تحت سقف "النزوح المائي".
واليوم تسيطر قوات الدعم السريع حسب الباحثة المصرية رسم حسام الدين على مناطق مناجم الذهب حيث يقدر احتياطي السودان ب2 مليار طن إضافة الى اليورانيوم ومعادن أخرى وتستغل 81 بالمائة منها دون تراخيص وبشكل عشوائي.
تبقى جمهورية السودان حسب عضو المركز الدولي للدراسات الاسترتيجية الأمنية والعسكرية محمد مزاب وهو باحث تدخل عبر تطبيقة زوم من الجزائر "سلة غذاء افريقي "ذلك إن استباب الأمن المفترض والمنشود فيها سيوفر الغذاء_ أن تم استغلال ولاياتها وخاصة الجزيرة الفلاحية والزراعية_ ل200 مليون ساكن في افريقيا؛ ومن مساحة 200 مليون متر مربع صالحة للزراعة لا يستغل الفلاحون السودانيون بحكم الحرب والتهجير الا 30 بالمائة اسئلة عالقة".
الاسئلة حول "المأساة الإنسانية وصراع المصالح "في جمهورية السودان تظل عالقة وهو ما شددت عليه الباحثة في الدراسات الجيوسياسية رانية البراق حيث جددت اسئلتها حول مسؤولية الفاعلين الاقليميين والدوليين في استمرار الحرب واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا ؟ و ما مدى تواصل الخدمات الحيوية من ماء وكهرباء وغذاء للمدنيين وكذلك ماذا عن حماية المدنيين في قادم الايام ؟