بلايك : مجموعة قصصية للأديب منذر العيني

الشعب نيوز / تونس - أصدرالشاعر منذر العيني هذه الأيام مجموعة قصصيّة عنوانها " بلايك" ، وللوهلة الأولى يصدمنا العنوان منذ ٱخر كتاباته القصصية " كوسميتيك".
عنوان يتكاثر في ملامسته الأولى، لكنه يهيّئُ القراءة حتّى يُفتضح أمره شيئا مع ارتداء القراءة من قصّة إلى أخرى .
وهاهو اليوم يحتفي بهذا الإصدار مع من يتابعونه. يعرفون شغفه بالتّجريب، بالمحاولة وبالإصرار على الكتابة حياة ومعيشا.
وهو يمدّ اليد ولا يقطعها مع أنفاسه التونسيّة الخاصة في فنّ الحبكة الوظيفيّة.حظح عن فن القصّ وهو يحذف أكثر ممّا يُسمن.
السرد ينوّع في كلّ مرة مداراته بلايك ملاطفات سردية قصصيّة تنغمس في تماسها مع الممارسات الفنية الجمالية بروحها التّونسية.
شغورات يملؤها الرجل من ما أثّثته عينه وما تلقّفه حول المناحي المنشغلة بالنوم تشق عصا الطّاعة لتنحت أوشاما مخصوصة تسعى أن تتساءل واقفة على الهاوية في تعديتها من مناخ إلى ٱخر ومن حياة إلى أخرى.
لمنذر العيني القاص أسلوبه الإنشائي المميّز على طريقة الكبار من أدبائنا، ما إن يبدأ الكشف حتى نكتشف بصمته من صاغته تعاين ذاتها.
القصّ ليس تخريفا أو جذبا، القصة معرفة أيضا، بحث جار حول ما تؤسّسه اللبنات التنظيرية.
يحتفي بالتّشكيل بالرّسومات، بالخزف، بالفتوغرافيا بالترتيب، والتركيب والتقطيع، بالسّينما...بفن العرائس بالمسرح تتدوار على ركحياته شخصياات وشخصياات.
مجموعة من الألواح تتماثل للعري في دهشته الفلسفية مع الأنا والغير.
فنون من المراوغات القصصيّة السّرديّة والنّبض يصخب يصحبنا إلى عوالم من تحيّات زكيّات إلى الأبطال والبطلات تتزواج في العرف لتؤلّف ما يقتضيه المقام الأقصوصي في حدث الانفجار.
كل شيء له وظيفته في فتح التٱويل على أسئلة الفنون وكيف تمجّد خلودها خلودنا بين النسيج.
بلايك دراية وأعطاف من قرائن الكتابة المبدعة ترسل وجوهها الأخرى فلا ترضى بيقين.
منذر العيني يحاورنا من ذاكرة وقّادة تتواتر في الشّعر الذي لا يكاد يغيب عن السؤال، تتناجى مع روحانيات تلك الممارسات، تلك جماليات تعبر أحلامها في حلقاتها التّصوّفيّة حتّى نتطهّر في محارقها.
شخصياته من معين أضوائنا التّونسيّة، مرجعيّة خيالية في ٱن، وأمكنته من فضاءات جغرافياتنا من الجنوب إلى الشّمال في تغريد تاريخياتها الملهمة. تضحي الأحداث في مدار حدث رئيسي تدور عليه الأفلام من إشارات أو أمارات أو إيماءات تخز في الفراغات، اقتضاءات تلد استلزامات بفجٱتها، لا تنبّه قدر ما تصطدم.
والسير مسرع متأنٍ يغبط متتبعه يحاول أن يمسك بطرف الخيط، حتى يشارك الراوي شغبه اللامحدود، شغفا بالتفلسف، بالرؤى تتعالى من خلال إضاءات وإضاءات.
مجموعة هائلة من تسعة عشر قصة أملت على المتقفي جمالياتها المخصوصة، قد تدرك بالانتباهمحطاتها اليوم ولكنّ قارئها سيدركها في شرطه.