مؤسسة الأزعر تصدر كتاب " شموس أخرى" عن سيرة الفنان بشير بوصندل و مساره

الشعب نيوز / ناجح مبارك - أصدرت مؤسسة الأزعر كتاب" شموس أخرى"، وهو عمل يحمل نفس عنوان المعرض الذي قدمه الفنان بشير بوصندل ّ ، ويأتي امتدادا لأول معرض فردي مؤسساتي له في تونس.
يحمل الكتاب 120 صفحة تعرض صورا فنية عالية الجودة، وقد تم إصداره بدعم من Tabari Artspace، ليواصل مسار المعرض الذي احتضنه مركز B7L9 للفنون من 23 جانفي إلى 30 مارس 2025، قبل انتقاله إلى معرض Tabari Artspace بدبي من 4 جوان إلى 17 سبتمبر 2025.
بمناسبة إطلاق كتاب " شموس أخرى" لبشير بوصندل المقرر يوم غد الجمعة 5 ديسمبر 2025 في مركز الفنون B7L9 ومن المساهمين في هذا العمل حسان العرفاوي، وجوليات هاج، وسهيلة غربال وسباستيان لوردي وسيتيح اللقاء بين الفنان وشركاؤه فرصة لاستكشاف الكيفية التي جسدت بها أعمال بشير بوصندل تقاطعات التنقل والهجرة، والذاكرة المتوسطية، وشعرية المادة لصنع جغرافيا داخلية.
ُولد بشير بوصندل في مدينة دانكيرك، وترتبط ذاكرته وجذوره بمدينة بنزرت بلا شك تغذيها الرحلات والعودة .
لوحاته تعكس توترا دائما بين الحركة والجذور، بين الرغبة في الانتماء ونداء شموس أخرى.
تنطلق الحكاية من فوق الأسطح: أسطح الطفولة، وأسقف المرسم حيث يغمر الفنان لوحاته في الماء واللون وفق طقٍوس مخصصة للبحر الأبيض المتوسط.
من هذه الإيماءات تولد مساحة عائمة تصبح فيها اللوحة بحرا وذاكرة في آن واحد عبر تفاعل مع حرفيي الزجاج والقوالب.
ّ يتحول الرسام هنا إلى نحات أيضا، من خلال عمل جماعي تشكيلي تونسي وكانت تنصيبته " Les Glaneurs" ، التي عرضت في B7L9 ً ، تتويجا لهذا المسار.
ّ فعلى الأرض، امتد ٌ حقل من القوارير الزجاجية المنفوخة، المصنوعة بقوالب مأخوذة من نفايات بلاستيكية وهي مستوحاة من عالم "البرباشة"، أولئك الذين يجوبون المدن بحثا عمّا يمكن إعادة تدويره، تقدم هذه الأشكال الهشة والمضيئة ملمسا إنسانيا متواضعا، مجهول الهوية، لكنه بطولي في تفاصيل حياته اليومية.
* المادة والذاكرة
ًّإن الانتقال من البلاستيك إلى الزجاج يصبح رمزا للميتامورفوز، حيث يتحول ما كان مهي يكتسب كرامته الخاصة وكل قطعة، بعشوائيتها ونقصانها، تحتفظ ببصمة يد خلاقة.
ً بين الفن والحرفة، يجعل بشير بوصندل من الإبداع مساحة للمصالحة بين المادة والزمن والذاكرة.
نقرأ كتاب شموس أخرى كرحلة سلسة تتواصل فيها حركة الفنان وحواره مع المتوسط، كتاب عميق ورقيق.