وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 005 : أجواء الاستنطاق ، مفاجأة المحجوزات وبطل الجلسة

 

كانت بالفعل أجواء فمن جهة المحكمة كان رئيسها يسأل عن أدق التفاصيل ويتشدد في قبول الاجوبة بمعنى أن يلزم المستنطق او المستجوب من المتهمين بالاجابة في حدود السؤال وتجنب الخروج عن النص.

في الجهة المقابلة كان المتهمون شديدي الحرص على إتيان اكثر ما يمكن من التفاصيل عملا منهم على شرح الكثير من الملابسات وخاصة على تفنيد رواية باحث البداية الذي ذهب مذاهب شتى في تأويل الاحداث التي حصلت بل واختلاق سيناريوهات رهيبة نسبها للنقابيين.

من هذه السيناريوهات، الاعداد لانقلاب سياسي واستيلاء على الحكم وصنع وتجميع أسلحة وجلب بنزين ومواد متفجرة وغيرها كثير.

وبين الطرفين كان المحامون متيقظين لاي شاردة أو واردة، لا يتركون أي تفصيل يمر دون ان يعلقوا أو ينبهوا الى تجاوز قانوني او اخلال قانوني.

من طرائف هذه المحاكمة حديث طويل عن المحجوز تبادله القضاة والمحامون. فلما انطلقت المحاكمة لم يكن المحجوز معروضا في القاعة. حضر بعد ان تمسك المحامون بطلبه. أعدت ادارة المحكمة ثلاث طاولات لعرضه فوقها فاذا هو متكون من بقايا كراسي وطاولات مكسرة ومقابض الات كنس وبقايا آجر واطارات صور وقوارير للجفال ومعطر المحلات وما شابهها ومسدسات اكبرها في شكل لعبة اضافة الى اخشاب وقضبان تستعمل في المسرح.

لما شرع الرئيس في الاستنطاق نادى على الحبيب بن عاشور الكاتب العام للاتحاد الجهوي فاستوى واقفا بقامته الفارعة التفت الى الوراء وحيا جميع الحاضرين فقوبل بعاصفة من التصفيق. ومن ثمة كسب اسبقية بسيكولوجية هامة اصبح بها بطلا دون منازع لتلك الملحمة.