نقابي

عبد السلام العطوي .."الدعوات الى تطبيق الشريعة في غير محلها ولا تستمد مشروعيتها من الاسلام وعلى الوزير حماية الائمة "

نظم حزب التحرير، ظهر امس الجمعة 15 اكتوبر 2021، ، وقفة أمام جامع الفتح بالعاصمة، للتصدّى لما وصفه بـ ''العبث العلماني بتونس''.
ورفع المحتجون من أعضاء حزب التحرير، شعارات تدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية'' وجعل الإسلام وحده أساسا للحكم والتّشريع.
واعتبر حزب التحرير، أن تونس ''تتمزّق بين فريقين علمانيين يتجاذبان دستورا غربيّا غريبا''، وأن ''كلّ فريق منهم يستند إلى قوى غربيّة استعماريّة تسانده''.

وحول هذا الموضوع، قال كاتب عام الجامعة العامة للشؤون الدينية عبد السلام العطوي في تصريح للشعب نيوز ان التونسيون اجمعوا اليوم على ما يسمى بالدستور وبالقانون الذي يجمعهم، معتبرا ان ذلك من صميم الشريعة باعتبار اننا لسنا اعلم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي انشأ دستور المدينة. واوضح انه نبينا الاكرم اجمع هو وبقية الشعب في المدينة على دستور سمي "صحيفة المدينة" وجمعت كل الاطياف من مسلمين ويهود ومسيح وغيرهم. وقال ان الدستور اذن ليس ببدعة بل هو من صميم السنة وقد بدأ في العمل به النبي صلى الله عليه وسلم لما انطلق في تاسيس الدولة في المدينة المنورة.

واضاف محدثنا ان التونسيين اليوم اجمعوا على ان تونس دولة مدنية ودينها الاسلام مع التنصيص على الاعتراف بالبقية من الاقليات واحترام حرياتهم.

وبناء عليه، فان الدعوات الى تطبيق الشريعة وما الى ذلك هي دعوات مجانية وفي غير محلها ولا تستمد مشروعية من دين الاسلام.

وفيما يتعلق بتحميل ما يحصل حتى في محيط المساجد من فوضى وشغب الى الائمة، فقال ان ما يمكن ملاحظته قبل كل شيء هو انه وفي كل فترات الازمات التي فيها تجاذب ايديولوجي وانقسام سياسي ودعوات لتقسيم التونسيين، يتعرض الايمة الى هرسلة كبرى من طرف وسائل اعلام ووسائل التواصل الاجتماعي..واوضح ان هناك صفحات تجرم الائمة وهناك حوارات ونقاشات في بعض الاذاعات يتم فيها تناول الايمة بالجملة دون تنسيب او تجزئة أي وضعوهم جميعا في سلة واحدة.

واكد العطوي انهم لن يصمتوا على ذلك بعد اليوم، وهم مستعدون للدفاع عن استقلاليتهم وعدم التاثير على خطابهم، مشددا على انهم تونسيون ولن يتمكن أي شخص من المزايدة على وطنيتهم وحبهم لبلادهم وسعيهم لخدمتها من خلال الخطاب الديني المعتدل الداعي للتعارف والتوحد والاجماع.

وقال انه ومثلما يخطئ الامام (وهو غير معصوم) يحاسب، فان من يخطئ في حق الامام يجب ان يحاسب ايضا..وطالب في هذا الخصوص بتطبيق القانون على حد السواء على الجميع لتحقيق العدل.

وحمل المسؤولية لسلطة الاشراف في شخص وزيرها الجديد، ودعاه الى حماية الاطار المسجدي عموما والائمة بالخصوص.

حياة الغانمي