وثائقي

سليمان حرحيرة نقابي حتى النخاع عاش في الاتحاد ومن أجل الاتحاد.

من النقابيين، رجال عاهدوا الوطن والاتحاد والعمال على ان يخدموا القضية بكل الوسائل وان يدافعوا عنها في كل الحالات، ضد كل الانواء والاهواء. لم يبحثوا عن المقابل، لم يتحدثوا يوما عن أي نوع من التعويضات، بل لعلهم هم الذين دفعوا من أموالهم على قلتها، من أوقاتهم ومن أوقات عائلاتهم على قصرها وخاصة من أجسادهم على علاتها.
أحد هؤلاء، لم تكفه العذابات التي عاشها في تونس، توفي مؤخرا وهو في رحلة عائلية الى أبنائه المغتربين. إنه النقابي القاعدي سليمان حرحيرة، الكاتب العام الأسبق للاتحاد المحلي للشغل بجبل الجلود، واحدة من القلاع العمالية والنقابية والرياضية التي أسسها الاتحاد ورعاها على مر السنين.
رحل سليمان حرحيرة الى عالم جديد، من المؤكد أنه أفضل ليستريح من عناء السنين و" عوج " المؤمنين ليلحق بعدد كبير من زملائه النقابيين الذين عاشروه وشابهوه. يمكن ان نسميهم "النقابين البهيميين" الذين تلتقيهم في كل محضر وفي كل مجال، يتسابقون الى أي مظاهرة والى أي حركة احتجاجية. ومن فرط حضورهم في كل مكان وكل ساعة من اليوم، تحسبهم لا ينامون، ولا يأكلون والى بيوتهم لا يعودون.
نذكر منهم علي الطرابلسي الذي كان كاتبا عاما لاتحاد تونس وقبله لجامعة المعادن، الصادق مرجان في التعليم الابتدائي، محمد علي خذر في النقل، الفرجاني السعدلي في المكتبة الوطنية، عبد الحميد بلحاج في النقل أيضا، عبد الوهاب مالوش من البنوك، والشاذلي العجيمي من التكوين ومحمد صالح الراجحي من الفلاحة وآخرون. رحمهم الله جميعا. 
شاهد على العصر