ثقافي

فيلم " ريش " يثير ضجة كبيرة في مصر بعد عرضه في مهرجان الجونه للسينما

———————————————-"حسني عبدالرحيم"
أثارت المشكلات التي تعرض لها فيلم (ريش) للمخرج الشاب "عمر الزهيري"والذي حاز منذ عدة أشهر على جائزة إتحاد النقاد الدولي بمهرجان كان الفرنسية، وهى أرفع جائزة يفوز بها فيلم عربي فى مهرجان مهم ،لغطا كثيرا وحفيظة عدد كبير من الناس.

المشكلات بدأت عندما إنسحب عدد من الممثلين المصريين من العرض وهم غاضبين وبحسب أحدهم فإن الفيلم يسئ لمصر. لماذا؟ لإنه يصور مشاهد الفقر في أحدى قرى محافظة المنيا وهى الأفقر فى مصر والتى تضم نسبة كبيرة من السكان يعيشون تحت خط الفقر حسب المؤشرات الدولية !

هل ينبغي تصوير الأفلام لكي تتغنى برفاهية غير موجودة إلا لدى شريحة إجتماعية محدودة وهى بالذات التى تشاهد الافلام فى هذا المنتجع السياحي الفاخر بمستوى الريفيرا الإيطالية والفرنسية! والعجيب أن أفلام السينما السينما المصرية الأهم منذ تاسيسها فى أوائل القرن العشرين كلها تتعرض لمشكلات الفقر ..! السوق السوداء والبوسطجي والأرض وباب الحديد وسواق الاتوبيس وغيرها كلها تعالج مسألة الفقر بالذات..، وهى تُشكل مجد السينما المصرية كما تشكل الافلام الواقعية الإيطالية مثل فيلم "سارق البسكليت" ل"فيتوريو دي سيكا،"وفونتامارا"مجد السينما الايطاليه!

وحتى في هـوليود فإن أفلاما مثل"عناقيد الغضب" عن رواية ل"جون شتيانبك"تمثل إحدى ايقونات للسينما الامريكية! فهل أن وظيفة فن السينما هي تصوير وبناء أفلام إنطلاقآ من مواقع فخمة لكى نقدم صورة للأغراب عن سعادة وهمية نعيشها؟ أو يعيشها بعضنا في المنتجعات؟
فيلم (ريش) الممثلة الأولى فيه هى إمرأة ريفية "دميانه نصار"(أم ماريو) تعول ستة اطفال وحدها وربما يكون هذا أول وآخر ظهور لها على الشاشة والمخرج عمر الزهيري (35 عام) هـذا عمله الروائي الأول- الذي كلفته لا تُذكر- لكنه سيكون أحد الكبار لو أستمر بنفس المنهج، ويمكن للجمهور التونسي مشاهدة الفيلم في الصالات خلال ايام قرطاچ السينمائية.