وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 011 : بندقية ؟ قطعة من الخشب لاصقة الى جعبة حديد ادعى الباحث انها مدفع

في الفصل الماثل أمامكم من استنطاق المناضل النقابي الحبيب بن عاشور الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة، نكتشف صورا أخرى من صمود النقابيين أمام الهجمة الشرسة التي أطلقها النظام الحاكم آنذاك ضد الاتحاد مستهدفا ضرب استقلاليته.  

الرئيس: والبندقية؟
ـ بن عاشور: انا اريد ان اراها قبل كل شيء لان غاية ما اعلمه من امر هذه البندقية هو ان محمد بن العجوزة وجد قطعة من الخشب اثبتت اليها جعبة حديد ادعى الباحث انها مدفع وانا اطالب واصر على رؤيتها كما اطالب بوضعها الى جانب المسدسات.
 تدخل المحامي الاستاذ رمضان قائلا: نريد ان نرى هذه البندقية
ـ الرئيس: (يوافق على الطلب)
ـ بن عاشور: (يقوم بعرض البندقية) (تململ في القاعة وضحك)
ـ الرئيس: لماذا يصلح الساطور؟
ـ بن عاشور: الساطور موجود ويصلح لقص اللحم والسكاكين والملاعق تصلح للاكل.
ـ الرئيس: محمد بن رجب يقول  انه اتاك بمسدس؟
ـ بن عاشور: اعلمني فقط انه يملك مسدسا قديما فأمرته بان لا يحضره الى مقر الاتحاد.
ـ الرئيس: والسلاسل الموثوقة الى العصى الحديدية
ـ بن عاشور: لا اعلم بها ولم اعط اي اذن في شأنها.
اما هي في حد ذاتها فقد حجزت بدار الثقافة يوم 21 جانفي ومأتاها من المليشيا وقد قام بتصويرها  السيد محمد خلف الله رئيس منطقة شرطة سوسة الشمالية بمحضر السيد علي العابد واذكر اني قلت يومها للسيد خلف الله  «ليتك وجدت احدا من هؤلاء».
ـ الرئيس: قال مصطفى الاحول انك اشرت عليه بجلب جماعة من حي قبادجي لاستعمال تلك السلاسل؟
ـ بن عاشور: مستحيل 
ـ الرئيس: ومحمد العربي قال ذلك ايضا؟
ـ بن عاشور: هذا شاب صغير لا يفقه من امر السلاسل شيئا وكذلك انا
ـ الرئيس: هل تحدثت مع منصف قمر حول جلب اناس من المهدية لحراسة مقر الاتحاد.
ـ بن عاشور: طلب مني ان يخاطب بالهاتف احد اقاربه في المهدية ليأتي ويقوم بحراسة منزله وامرأته الوحيدة والحامل في ذلك الوقت لانه هو كان مقيما في دار الاتحاد خوفا من المليشيا والاختطاف خصوصا وهو موجود في قائمة المهددين بالاختطاف.
ـ الرئيس: قلت في البحث ان الطيب البكوش حثك على انجاح الاضراب.
ـ بن عاشور: هذا غير صحيح.
ـ الرئيس: انتهت الاسئلة واستجابة لرغبتك تفضل لتقول ما تريد لكن بدون  إطالة.
ـ  بن عاشور: شكركم على هذا.
ـ الرئيس: لا فائدة من الشكر.
ـ بن عاشور: اريد ان اقول ان قلبي مطمئن لاني طالما ترقبت هذا اليوم لاقول الحق، فانا لم اقتنع الى الان بسبب ايقافي وتعذيبي، كما اشير الى ان جريدة الشعب كانت تستهدف لهجومات الميليشيا على دار الاتحاد وكنت اعلمت الوالي بكل شيء فأمر مشكورا باخلاء دار الاتحاد من تلك العناصر واشير كذلك الى اننا كنا نتعرض الى استفزازات متواصلة في الاتحاد وفي الشارع وفي البيت في وقت لم يكن دأبنا وهدفنا الا الدفاع الشرعي عن العمال والرفع من مستواهم.
وفي خصوص الزيادة في الانتاج اود ان تسألوا المسؤولين على المؤسسات القومية على النتائج الباهرة التي تحققت بفضل تجاوبها جميعا معنا لكن هناك من ابى الا ان يفسد جو التفاهم واطلب ان تسألوا عن زيادات الانتاج هل حصلت ام لا، وفي كل هذا كان الاتحاد هو المعرض للاعتداء وكنت قد تحملت مسؤولياتي كلها واعرف كل شيء.