وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 15 : اضرابنا رد حقيقي وصريح عما تلقاه النقابيون من تهديد واستفزازات

من مناضل نقابي الى لآخر يقع استنطاقه، نكتشف الكم الكبير من الشجاعة والاقدام والايمان بقضية استقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل التي تحلى بها كل " المتهمين " ومن بينهم في الحلقة 15 محمد بن عايشة وعلي المحظي والمنصف قمر.
٭  محمد بن عائشة 

سأله الرئيس: ماذا كنت تعمل قبل واثناء الاضراب
ـ بن عايشة: كان دوري يتمثل في حماية الاتحاد من عناصر الميليشيا وحماية دار الاتحاد التي هي مقدسة.
ـ الرئيس: هل شاهدت أسلحة بدار الاتحاد؟
ـ بن عايشة: لم أشاهد سوى بقايا كراسي وسلسلة مخصصة لغلق الباب وقارورتين من ماء الفرق قصد استعمالها لتنظيف المراحيض منذ الزمان البعيد.
ـ الرئيس: من كان ينظم عمليات الحراسة في دار الاتحاد
ـ بن عايشة: لا وجود لتنظيم للحراسة بل هناك عمال يتطوعون لحماية دار الاتحاد والدفاع عن منظمتهم العتيدة.
ـ الرئيس: في البحث لم تقل هذا الكلام.
ـ بن عايشة: قلت كلاما آخر تحت الضغط.
ـ الرئيس: وهل شاركت في تحرير منشور؟
ـ بن عايشة: قلت لدى الباحث الاول اني شاركت وفي الواقع قلته تحت الضغط.
ـ الرئيس: لم تنكر هذا أمام حاكم التحقيق
ـ بن عايشة : لأني كنت خائفا من الرجوع الى السجن.
ـ الرئيس: من استعمل الابواق يوم الاضراب؟
ـ بن عايشة: لا أعرف
٭ وهنا تدخل لسان الدفاع «ليحتج على طريقة الاستنطاق»
وقال: يجب أن يتمكن المنوب من حقّ التعبير عن أفكاره بلا قيود ولا بطريقة نعم أو لا، وان يصرح بما لقيه من تعذيب وأكد المتهم انه وقع تعذيبه.
٭ علي المحظي:
ـ الرئيس: قف كما ينبغي
ـ المحظي: أنا متعب ومرهق شديد الارهاق.
ـ الرئيس: هل كنت حاضرا يوم 8 جانفي في المجلس القومي للاتحاد؟
ـ المحظي: نعم.
ـ الرئيس: واستمعت إذن لتدخل عبد الرزاق غربال؟
ـ المحظي: نعم
ـ الرئيس: وفهمت ما جاء فيه؟
ـ المحظي: نعم
ـ الرئيس: ماذا كان يتضمن؟
ـ المحظي: لقد نشر التدخل بجريدة الحزب.
ـ الرئيس: هل كنت مقتنعا بذلك التدخل؟
ـ المحظي: احتفظ بالجواب لنفسي.
ـ الرئيس: هل حررت منشورا عن الاضراب العام؟
ـ المحظي: ساهمت في تحريره
ـ الرئيس: صرحت في البحث بان الاتحاد تجاوز الحدود النقابية ودخل في متاهات؟
ـ المحظي: لم أقل هذا، لقد وقع تأويل خاطئ من طرف الشرطة.
ـ الرئيس: هل قمت بعمليات اخرى في دار الاتحاد؟
ـ المحظي: لم أقم الا بالدفاع عن حرمة الدار امام مدنيين مسلحين.
ـ الرئيس: هل تطعن في بحث الشرطة؟
ـ المحظي: طعنت فيه وأنكرته.
٭  محمد رشيد ثابت
ـ سأله الرئيس عما اذا كان حضر اشغال المجلس القومي فردّ بلا.
ـ الرئيس: هل شاهدت يوم الاضراب اسلحة بدار الاتحاد؟
ـ ثابت: لم أشاهد أي شيء 
ـ الرئيس: هل عندك ملاحظة؟
ـ ثابت: انني اتساءل لماذا بقيت 6 أشهر في السجن وأكثر من شهر في مركز الشرطة.
ـ الرئيس: ستجيبك المحكمة في قرارها.


٭ المنصف قمر 
( من اليمين : ثامر عاشور، عبدالرزاق غربال ، المنصف قمر ، الحبيب بن عاشور، مصطفى الغربي والصادق بسباس)
ـ الرئيس: هل حضرت مؤتمر مارس 1977؟
ـ قمر: حضرت وترشحت
ـ الرئيس: ما رأيك في هذا المؤتمر؟
ـ قمر: كان مؤتمرا ديمقراطيا بأتم معنى الكلمة وقد تكلّم الجميع بكل حرية.
ـ الرئيس: وكانت لوائحه نابعة إذن من ذلك؟
ـ قمر: محقق وأنا موافق عليها قلبا وقالبا واعتقد أنه ربما كان أول مؤتمر من نوعه من حيث توفر الديمقراطية.
ـ الرئيس: الغريب ان أكثر لوائحه تنوه بعمل الحكومة
ـ قمر: هذا ليس غريبا فالاتحاد كان دائما مع الحكومة وعلى أية حال فان المؤتمر كان مثالا للمؤتمرات الديمقراطية واستبشرنا به وقد مكننا من االنقد من أجل الاصلاح لا من اجل التخريب.
ـ الرئيس: خلاف وقع بينك وبين بن عاشور،، لماذا؟
ـ قمر: ليس خلافا بالمعنى الذي قد يفهمه الرأي العام انما هو مجرد خلاف نقابي نشأ عن نقاش حاد في اجتماع عندما استفسرت عن اضراب قام به عمال البناء وربما كنت ضايقت بعض الحاضرين بهذا الاستفسار وقد استمر الخلاف 15 يوما فقط ثم عادت المياه الى مجاريها ولم انقطع عن نشاطي.
ـ الرئيس: ما موقفك من اضراب يوم 9 نوفمبر؟
ـ قمر: موقف نقابي، أيدته تأييدا مطلقا لأنّه تعبير حقيقي وصريح عما تلقاه النقابيون من تهديد واستفزازات، وهذا لا يشرف البلاد طبعا، اذ هناك مواطن تونسي هو الامين العام وقع تهديده بالقتل.
ـ الرئيس: لماذا لم تأجلوا الاضراب حتى تقول المحكمة كلمتها في من قام بالتهديد.
ـ قمر: الاضراب كان أيضا لأسباب أخرى تتمثل خاصة في مطالب لم تستجب لها الحكومة.
ـ الرئيس: ماذا كان في محضر  الاضراب؟
ـ قمر: لقد نسيت بسبب السبعة اشهر التي قضيتها في السجن واشبعوني فيها تعذيبا،، انني رجل تعليم لا أومن بالتخريب وليست لي أية ثقة في الباحث الاول وانكر كل ما قاله بخصوصي.
ـ الرئيس: هل شعرت بخيبة يوم الاضراب؟
ـ قمر: شعرت بالخيبة لا لأنّ الاضراب لم ينجح بل لان العمال اقتيدوا يومها للعمل تحت قوة السلاح.
ـ الرئيس: هل استعملت الابواق؟
ـ قمر: وهل في هذا جريمة؟!
ـ الرئيس: اذن لا تجيب عن السؤال؟!
ـ قمر: لا أقبل هذا السؤال 
ـ الرئيس: هل لك ملاحظة أخرى؟
ـ قمر: اني مستغرب كيف اني ماثل أمام المحكمة وكيف انه  لم يقع القبض الا على النقابيين.
ـ الرئيس: لنعد الى اضراب 9 نوفمبر؟
ـ قمر (مقاطعا)
لماذا تسألني عن هذا الاضراب والحال اني متهم في احداث 26 جانفي، ولا تسألني عن أمر مؤسف حصل معي في الزنزانات.
لسان الدفاع يسأل المنصف قمر: هل كان فكر حتى مجرد تفكير في حمل السكان على حمل السلاح وتحريضهم للتطاحن؟ وأمر الرئيس المنصف قمر بالإجابة فبدأ يجيب.
ـ الرئيس (مقاطعا) السؤال واضح لا يتطلب اكثر من لا أو نعم.
ـ قمر: أن المحكمة لم تسمح لي بأن اشرح موقفي واكمل ما كنت اريد ان اقوله لها.
ـ الرئيس: قلت لك بان تجيب بلا أو بنعم
ـ قمر: لا أو نعم لا يمكن ان يعبرا عن افكاري ولا ان يشفيا الغليل.
ـ الرئيس: هل أنت مستعد بان تجيب على السؤال الذي هو واضح بلا أو نعم.
ـ قمر: هذا لا يرضيني وإذا كان هناك ادلة على أنني كنت فكرت في حمل الناس على حمل السلاح لجرهم الى المفتنة فما على المحكمة الا ان تعطيني دليلا  واحدا من تلك الادلة التي اطلبها.
ـ الرئيس: على كل هل فكرت؟
ـ قمر: بهذه الصورة امتنع عن الجواب.
ـ الرئيس: اذن عد لمكانك؟
 فيما كان المنصف قمر عائدا لمكانه تدخل المحامي الاستاذ رضا محرصيه متوجها للمحكمة قائلا ان لي أسئلة أخرى أريد أن القيها على المنصف قمر.
ـ الرئيس: لم يعد هناك مجال لإلقاء الأسئلة على هذا المتهم.
ـ الاستاذ محرصية: اني ألح
ـ الرئيس: المحكمة ترفض
ـ الاستاذ محرصية: وأنا اطلب تسجيل هذا.
ـ الرئيس: لا فائدة
ـ الاستاذ محرصية: مرة أخرى ألح والا فإني اعتبر نفسي متخليا عن النيابة.
ـ الرئيس: (مناديا على نقابي آخر).
ـ المحامي:  نلحّ أيضا على ضرورة أن تنسحب الشرطة من جنبات وخلف مقاعد محكمة لان هذا يعتبر تحديا وتعديا على مقام العدالة.
ـ الرئيس: من واجب الشرطة ان تحفظ الامن والنظام داخل القاعة.
ـ المحامي: لكنها تقوم بدورها بدرجة مبالغ فيها جدا وما هذه الا وسيلة استفزاز ولا يمكن للدفاع ان يقوم بمهمته على الوجه الذي يشرف العدالة، واننا نريد تسجيله.
ـ الرئيس: سجلوا ما تريدون
ـ المحامي: على ان التسجيل لا يكفي.
ـ الرئيس (مقاطعا): ان المحكمة لم تجد مع الاسف تجاوبا مع المحامين.