وقائع الفيلم كروية لكنه ليس عن الكرة : إنها مجرد تميمة لإختراع الأمل والمقاومة!
طوال ثماني سنوات يصاحب " علي العربي"السينمائي القاهري أثنين من الشباب اللأجئين السوريين يعيشون مع 80 ألف لاجئ سوري فى معسكر "الزعتري"بألأردن في ظروف من الممكن ان تحطم الإرادة الإنسانية!
أُسر ممزقة بين المنافي وخوف من العودة والتعرض للقمع وشروط حياة يومية بائسة! يعيشون فى مخيم استمروا في العيش فيه لأكثر من عشر سنوات والذين دخلوه أطفالا أصبحوا شباب ! الآباء يصابون بأمراض معقدة ويتفرقون عن زوجاتهم وفلذات أكبادهم باحثين عن الرزق ليرسلوا بعض الدراهم لإطعام الصغار بأقل مايكفي ،أوهم هاربين من الملاحقات ويرون أُسرهم خلسة..الأمهات يفعلن المستحيل فى ظروف لا إنسانية للحفاظ على الوجود وإطعام أبنائهم! يصنع الشباب يوتوبيا كروية ليهربوا من البؤس وحتى ليتجاوزه..يخلقون ملعبا لكرة القدم يتشاركون فيه ويحلمون بأن يصبحوا لاعبين مشهورين ك"محمد صلاح" و"ميسي" و"رونالدو" وربما أكثر !
الكباتن" محمود" و"فوزي" يحلمان بهدف يبدو بعيد المنال ،لكنهما وعبر رعاية من هم أكثر تأهيلآ كمدربين وإداريين يصبحان لاعبين حقيقيين وليسا مجرد هواة وتأتي الفرصة التي لا تأتي إلا لمن يستحقها، دورة كروية للناشئين الموهوبين تؤسسها مؤسسة أسباير"في "قطر" بوجود وتأطير لاعبين عالميين وتغطيات إعلامية ويتم إختيار فريق الزعتري للذهاب والمنافسة ويتخلف كابتن الفريق "فوزي" لعدم بلوغه السن القانوني ولكنه يلتحق بهم بعد تدخل زملائه لدى مسؤولين في البلد المضيف.
يلعبون ويخسرون ثم يعودون للإنتصار ويصبحون نجومآ يستضيفهم الإعلام ليقولوا على الهواء مباشرة من الفندق الفخم بقطر: ليس شباب معسكر الزعتري للاجئين في حاجة للشفقة..إنهم في حاجة لتوفير الفرصة لهم ليثبتوا جدارتهم ..الفرص فى التعليم والعلاج والرياضة. هم ينتصرون بينما في المعسكر تجتمع العائلات كبيرها وصغيرها لترى أبناءها وهم يحققون حلمآ فرديآ تحول إلى أمل جماعي.
ولا تفسد وفاة والد "فوزي" التي كانت منتظرة بسبب السرطان من إستمرار الإحتفال فقد بزغ الأمل من بين أقدام اللاعبين...في ظل أقسى الظروف يمكن تجاوز التعاسة بألحلم الممكن تحقيقه بالمثابرة والعمل الدؤوب! و حتى لوكان الحلم مجرد اللعب الإحترافي لكرة القدم ذلك لإن تحقيقه يعتمدعلى المثابرة والإيمان بالحلم الذي يتحول ليس فقط لإنجاز شخصي ولكن أيضآ لقارب نجاة للجميع! المعسكر الذي تحوطه الأسلاك الشائكة ينتقل من المعاناة اليومية للإحتفال بإنتصار ممكن وقادر على إختراع الأمل. الكرة حطمت الخوف والرهبة و الأسلاك والحواجز الشائكة للمعسكر..الأغنية الأخيرة للشابين قبل الفجر بقليل وفِي زمهرير البرد تعطينا مايمكن قوله عن فيلم ممتاز!بيقولوا لانقدر...لكننا نقدر.
الفيلم من إخراج الشاب اليافع "على العربي" الذي ينتج ويصنع أفلامه في القاهرة وتعرف على الشابين من مدينة "درعا" السورية في ذلك المعسكر وتتبعهم طوال ثماني سنوات حتى تحقيق حلمهم .. لايوجد ممثلون في الفيلم فهى القصة الحقيقية للشابين "محمود" و"فوزي" من "درعا" وتم تصويره في الأماكن الحقيقية لمعيشتهم وتجربتهم المثيرة بين معسكري" الزعتري" وملاعب وفنادق قطر.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان"صندانس"السينمائي وحاز جائزة بمهرجان الجونة وتم اختياره لمجلة"فرايتي"السينمائية الهامة ليكون ثاني أفضل فيلم في المهرجان.
"كباتن الزعتري" من إنتاج Ambient Light (مصر) وحصل على دعم من العديد من المؤسسات الدولية خلال مراحل الإنتاج المختلفة. الفيلم معروض في أيام قرطاچ السنمائي طوال الأسبوع ويبدأ عرضه في صالات بألقاهرة ولوس أنجليس ونيويورك في نفس الوقت وتتباه ودعمته مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين .
شاهدوه لتفرحوا.
حسني عبد الرحيم (01/11)