وثائقي

أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة أحاطت بتأسيس الاتحاد

تأسس الاتحاد العام التونسي للشغل في ظرفية تاريخية كانت البلاد تعيش فيها مخلفات الحرب العالمية الثانية وسمتها الأساسية " تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي كانت أحد الشروط الفاعلة في نجاح فكرة تأسيس نقابات وطنية مستقلة" من جهة ومن جهة أخرى "استفاقة للعمل الوطني في بعده السياسي والثقافي"
يشرح الأستاذ عميرة علية الصغير(1) أن التدهور ناتج عن " تخلخل الهياكل التقليدية للاقتصاد والمجتمع التونسيين وربط الإنتاج بالسوق الخارجية وتهميش قطاعات واسعة من المجتمع التونسي وبلترة (2) فئات عريضة منه بافتكاك ممتلكاتها ومجال رعيها من قبل المعمرين الأوروبيين. كما أن التحسن النسبي في الوضع الصحي جعل نسبة الوفايات تتراجع كما تراجعت عدة آفات وأمراض معدية كانت تفتك بآلاف البشر مما جعل نسبة النمو السكاني تعرف تصاعدا هاما حيث قفز مجموع السكان من مليونين و608 الاف سنة 1936 الى ثلاثة ملايين و231 الف سنة 1946."
وقد اقترنت هذه الأوضاع بأزمة زراعية حادة عرفتها البلاد منذ سنة 1944 في ارتباط وثيق بتتالي سنوات من الجفاف استمرت الى موسم 1948-1949 وأضرت بالإنتاج الحيواني الذي كان يمثل موردا رئيسيا في عيش السكان. من جهة أخرى اقترن الوضع بزيادات مشطة في الأسعار حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية للتغذية مثلا بين 1939 و1947 بخمسة عشر مرة.

في الجدول التالي فكرة عن أسعار العديد من المواد الغذائية بين سنتي 1939 و1947.

مؤشر 100في 1939 1947 1939 المواد
760 30.00 4.20 سكر(  كيلو)
1000 150.00 15.00 قهوة
1753 128.00 7.30 زيت زيتون (لتر)
1622 86.00 5.30 زيت كاكوية (لتر)
1470 50.00 3.40 صابون (كيلو)
657 25.00 3.80 عجين
2970 40.00 1.35 بطاطا
1230 43.00 3.50 عدس
4000 160.00 4.00 لوبيا
2363 52.00 2.20 جلبان
630 25.00 4.20   حليب (علبة)
1692 220.00 13.00 لحم ضان
1714 240.00 14.00 لحم بقر
475 13.30 2.80 خبز
473 15.40 3.25 دقيق


(1)    انظر كتاب عميرة علية الصغير "في التحرر الاجتماعي والوطني – فصول من تاريخ تونس المعاصر" تونس 2010 ص 103-119 
(2)    بلترة على غرار تلفزة تطويع عربي لعبارة prolétarisation وتعني التفقير.