إثر تقديم برنامج على إحدى القنوات الخاصة: نقابة مهن الفنون الدرامية تستنكر تواصل البرامج الاستهلاكية رديئة المضامين
أكدت نقابة مهن الفنون الدرامية صدمة عموم المسرحيين من مستوى الحوار والنقاش خلال برنامج قدمته قناة الحوار التونسي والذي روّج لشعارات مستهلكة وعكس تصحرا فكريا وفنيا لأصحابها وتمشيا مهمّشا للقطاع الثقافي عامة والقطاع المسرحي خاصة في مواقفها وتحاليلها الانطباعية المزاجية التي تدافع عن مصالحها الضيقة وتوظيفها.
وأبرزت النقابة في بيان، ان هذا المنهج هو "مواصلة لتأسيس ثقاقة استهلاكية لوثت المجال الفني بل أصبح أيضا الاعتماد والاعلاء من قيمة " الممثل (ة) الانستغرامي واخواتها النصيب الاكبر للترويج تحت شعار عدد المتابعين لهذه الشخصية في صناعة وهمية لنجوم يتم تلقينهم وتوفير لهم المجال والاحاطة التلفزية المعززة لهم الفاقدين لكل مكونات التكوين المسرحي وابجدياته.
النقابة لفتت الى استمرار مواصلة ضرب و اقصاء واضح وممنهج لكل ممتهني الفن الرابع احترافا وتكوينا وابداعا والذين أثبتوا جدارتهم في المجالات الفنية المتعددة ، دون وجود اي اصلاحات جذرية للانتهاكات في هذه البرامج و إعطاء المكانة المهمة لجميع مبدعيها وفنانينها والفاعلين فيها.
كما اشارت الى غياب إرادة سياسية واضحة للتغير من خلال عدم الاستجابة لمقترحات نقابة مهن الفنون الدرامية سابقا في تشكيل لجنة مشتركة مع الحكومات المتعاقبة ووزارة الشؤون الثقافية لايجاد الحلول الناجعة وتسويفها في المطلبية المقدمة والمشاريع المقترحة من قبل النقابة.
هذه الاخيرة عبّرت عن استنكارها من المواقف المصرح بها والمرتجلة والانطباعية المزاجية وغير المدروسة لواقع المسرحيين ومؤهلاتهم الفنية والابداعية ركحيا وسينمائيا ودراميا في مجال التلفزة ، وذكّرت بمشروع البند القانوني في تنظيم القطاع البصري في مجال المسلسلات والتنصيص على التعاقد مع المحترفين سواء كانوا ممثلين أو تقنيين في المجال السمعي البصري وان تكون نسبة هؤلاء المحترفين ضمن الفريق العامل لا تقل عن الثلثين في حين يبقى الثلث الباقي في إطار اجتهادات ورغبات الجهة المنتجة.
وطالبت النقابة بتفعيل المجلس الأعلى للثقافة لوضع الاستراتيجيات الثقافية طويلة المدى مع التأكيد على ضرورة أن يتشكل هذا المجلس بطريقة ديمقراطية دورية وتشاركيه بين المبدعين أنفسهم والفاعلين الثقافيين وهياكلهم بعيدا عن التقلبات السياسية التي تمر بها البلاد.
كما شكرت النقابة الاساسية لمهن الفنون الدرامية في بيانها جميع الاعلاميين والفنانين والمخرجين التونسيين والمنتجين الذين مازالوا يؤمنون بقيمة المحترفين في مجال التكوين المسرحي وبضرورة اشراكهم في الأعمال التلفزية للارتقاء بالانتاج الدرامي.
صبري الزغيدي