منطقة جبل جلود تتأنق برسوم الغرافيتي وبعضها اكتسحت مبانيَ تصل ارتفاعاتها إلى 30 مترا
عندما تأسّس الملتقى الدولي شكري بلعيد للفنون سنة 2018، كانت رسوم الغرافيتي إحدى دعائمه. فقد حوّلت الرسومات حيطان منازل هذه المنطقة إلى لوحات بديعة ذات ألوان زاهية وكستها حللا بهيّة.
وخلال الإعداد لهذه الدورة الخامسة من الملتقى الدولي شكري بلعيد للفنون، بادرت 500 عائلة من المنطقة بالاتصال بهيئة المهرجان من أجل تزويق جدران البيوت برسومات الغرافيتي التي وجدت صداها لدى الأهالي ولم تعد حكرا على فئة من الشباب حيث بدا واضحا أنّ سكان منطقة جبل جلود استأنسوا بتجربة الغرافيتي وفن الشارع، وهي تجربة فريدة من نوعها في تونس والعالم العربي، وأصبحوا أكبر داعم لهذه التظاهرة الثقافية التي تُخلّد ذكرى المعارض السياسي الفقيد شكري بلعيد.
ومنذ انطلاق أشغال هذه الدورة يوم غرّة فيفري الحالي، تجنّد الفنانون المشاركون من تونس ومن عدد من الدول الأجنبية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وبلجيكا وفرنسا ليرسموا بأناملهم لوحات نابضة بالحياة ألوانها ساحرة تهمس للمارّة بأسرار وذكريات هذه المنطقة الشعبية التي تحكي طيبة قلوب أهلها وحبّهم للفن والثقافة.
والمميّز في هذه الدورة أن رسومات الغرافيتي اكتسحت مبانيَ تصل ارتفاعاتها إلى 30 مترا، فوشّحتها برسومات وجداريات عملاقة تُحاكي الحياة اليومية للمنطقة التي تعجّ بالحركة. وبدأت الجداريات تبوح بجمالها بعد أن خطى الرسامون أشواطا كبرى في إنهائها، فكانت التعبيرات حرّة ومتنوعة منها رسومات الغرافيتي باعتماد الخطوط على غرار لوحات محمد السوداني وطاهر عبيد، أو اعتمادا على الأزياء والتجسيد كلوحات الفنان اسكندر تاج، أو باعتماد الطيور موضوعا للوحات ومن المشاركين من كانت الهندسة المعمارية لمنطقة جبل جلود أو المنطقة الصناعية منطلقا لعمله، وهي ما تميّز خاصة لوحات الفنانين الأجانب. وتشترك جميع الجداريات والرسومات في التعبير عن قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
مراسلة خاصة