رحيل الشاعر الكبير سعدي يوسف
ترجل الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف صباح اليوم الأحد 13 جوان 2021، في مقر إقامته في لندن، عن سن تناهز 86 سنة بعد صراع طويل مع المرض في مقر اقامته بلندن. ونقل خبر وفاته، الشاعر محمد مظلوم، الذي نشر خبر الوفاة قائلا: "نيابةً عن أُسرة الشاعر ابنتيه: مريم وشيراز، وحفيداته نادية ونادين وماركيتا، وزوجته السيدة إقبال محمد علي كاظم. أنعى لكم سعدي يوسف". ويوسف سعدي الشاعر العراقي الكبير مولود عام 1934 في البصرة، قريبا من مكان ولادة شاعر البصرة الأهم، بدر شاكر السياب، يعيش في لندن، وقد تدهور وضعه الصحي بشكل كبير جدا بعد معاناته لسنوات من مرض عضال. ومنذ صباه أثارت أشعار يوسف الجدل داخل الأوساط السياسية والثقافية العراقية بانتقاده المستمر لزملائه المثقفين والشعراء، ولخصومه السياسيين. وفي فترة احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش، فجرت إحدى قصائد يوسف "قنبلة" داخل العراق، إذ أنه انتقد فيها القوات العراقية وخصوصا قوات الحشد الشعبي، ورجال دين كبارا والدين الإسلامي. وخلال مرضه الأخير، تناقل الوسط الثقافي العراقي مناشدات من يوسف للحكومة العراقية لمساعدته بكلفة العلاج. ويعتبر سعدي يوسف أحد أهم المجددين من شعراء الحداثة، العراقي الذي عاش منفيا عن وطنه وكتب أجمل القصائد عن المدن الغريبة ومحطات الترانزيت والحانات والمطارات... ومؤلفات سعدي يوسف غزيرة وكثيرة وثرية ومؤثرة. فهو من أكبر الشعراء العرب المعاصرين، وله الكثير من دواوين الشعر، التي كَثُرت وأعيدت طباعتها عدة مرّات، والتي تحوّلت إلى مجلدات من عدة أجزاء. ناهيك عن كتب النثر في مجالات مختلفة في القصة والسيرة الذاتية والحديث عن الأقطار والأمصار التي عاش فيها أو زارها، إضافة إلى الترجمة والمقالة والسيرة الذاتية والنقد، وتناول سيَر كبار الشعراء والفنانين والأدباء من مختلف أصقاع العالم. ونشر يوسف سعدي أول دواوينه "القرصان" عام 1952، وله اكثر من خمسين ديوانا شعريا بالإضافة إلى 24 عملا مترجما آخر، وحصل الشاعر العراقي على جوائز منها "الجائزة الإيطالية العالمية"، و"جائزة كافافي" و"جائزة فيرونيا" وجائزة "المتروبولس" الكندية.
ناجي الخشناوي