وثائقي

تطور مثير في مسار استنطاق المتهمين الموقوفين ضمن جلسات محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 (ح12)

شهدت جلسة الاستنطاق المندرجة في اطارمحاكمة قيادة الاتحاد في 1978 تطورا مثيرا عندما رفض النقابيون الموقوفون الاجابة على أسئلة رئيس المحكمة بحجة أن محامييهم الاصليين قد وقع ابعادهم وتعويضهم بمحامين مسخرين. جاء موقف الموقوفين مخالفا للمتهمين الذين مثلوا أمام المحكمة بحالة سراح وهم محمد صالح الشلي و البشير المبروك و مسعود كليلة .

يضاف الى ذلك أن رئيس المحكمة انفعل ازاء هذا التطور وما ان بادر باستنطاق الاخ عزوز الذوادي حتى نهره لما أمره بصوت حاد ان يستوي في وقفته وان ينزل يديه من خلف ظهره.

فيما يلي نقرأ استنطاق الاخوة عزوز الذوادي الكاتب العام للنقابة العامة لعملة التربية ومحمد شقرون الكاتب العام للنقابة الاساسية لاعوان شركة المسابك المتجمعة واسماعيل السحباني الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن.

استنطاق عزوز الذوادي
الرئيس: (انزل يديك من الخلف) انت متهم بارتكاب 3 جرائم الاولى تتمثل في ارتكابك جريمة الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة والثانية تحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بواسطة السلاح والثالثة هي اثارة الهرج والتشويش في البلاد مما ادى الى القتل والحرق والجرح.
وقد تم استنطاقك امام حاكم التحقيق واليوم تم احضارك لدى محكمة أمن الدولة لتستنطقك، لماذا ارتكبت هذه الافعال؟
عزوز الذوادي: سيدي الرئيس اذا سمحت لي بابداء ملاحظة، انا لا اعرف القوانين التي احاكم بموجبها غير انني اريد ان اعرف من من المحامين الذين سيتولون الدفاع عني.
الرئيس: الاستاذ بالناصر محاميك.
الذوادي: لا ليس محاميا لي.
الرئيس: كلفته المحكمة بهذه المأمورية وزيادة على ذلك فان المحكمة عينت لك غيره من المحامين وهما الاستاذان بشير محفوظ ورؤوف النجار.
هنا تدخل الاستاذ رؤوف النجار ليقول للمحكمة انه لم يطلع على الملف وانه يشاهد عزوز الذوادي  للمرة الاولى في هذه الجلسة.
وسأل رئيس المحكمة الاستاذ النجار ان كان مطلعا على ملف القضية ام لا فأجاب بأنه غير مطلع عن ملف الذوادي فرد الرئيس قائلا:
انه يمكنك الاطلاع عليه اثناء الاستنطاق.
عزوز الذوادي: لا اقبل الاستاذ رؤوف النجار محاميا مسخرا واقبل الاستاذ بشير محفوظ.
لي يا سيدي الرئيس 8 اشهر بالسجن وهو المحامي المطلع على ملفي.
الرئيس: المحكمة اتخذت قرارها ولا حق له في معارضة هذا القرار ويكفي للمحكمة ان يكون لك محاميا واحدا فقط (الاستاذ بالناصر) اجب الان عن أسئلة المحكمة.
الذوادي: لا أجيب عن هذه الأسئلة الا بحضور محامي.
الرئيس: اذا رفضت الاجابة فانك تغادر القاعة والمحكمة تستطيع متابعة النظر في القضية حتى في صورة امتناعك عن الكلام.
الذوادي: ارفض الاجابة.
الرئيس: اذن اترك القاعة
وتدخل هنا الاستاذ رؤوف النجار ليطلب من المحكمة ان تسجل رفض منوبه الاجابة فرد عليه الرئيس  بأن المحكمة ستفعل ذلك.

استنطاق محمد شقرون
الرئيس: انت متهم بالاعتداء قصد تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم واحداث الهرج.
محمد شقرون: اين المحامون الذين كلفتهم بالدفاع عني.
الرئيس: الاستاذ بن ناصر يدافع عنك.
شقرون: لكن اين المحامون الذين كلفتهم انا.
الرئيس: محاموك انسحبوا بصفة قانونية وسأبين لك مَنْ مِنْ المحامين سيتولى الدفاع عنك.
تدخل الاستاذ بن ناصر:
في الورقة التي ابلغني اياها عون الامن مشكورا اني معين للدفاع عن الحبيب عاشور وبقية المحامين.
الرئيس: ان هذا غلط مادي لا غير.
الرئيس (متوجها لمحمد شقرون) : الاستاذ رؤوف النجار معين هو الآخر للدفاع عنك.
شقرون: ان لي اربعة محامين.
الرئيس: هل تجيب على سؤالي الاول؟
شقرون: ان لي اربعة محامين وانا متمسك بهم.
الرئيس: كفى، هلا تجيب.
شقرون: ان لي اربعة محامين.
الرئيس (مقاطعا): هلا تجيب؟ ان المحكمة عينت لك محامين.
شقرون: ان لي اربعة محامين كلفتهم بالدفاع عني اصالة قصد اثبات حجج براءتي.
الرئيس: (الى اعوان الامن) ليغادر القاعة.

استنطاق اسماعيل السحباني
الرئيس: انت متهم بارتكابك 3 جرائم هي الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم البعض بواسطة السلاح واثارة الهرج والتشويش مما نتج عنه القتل والحرق.
لماذا  قمت بذلك يوم 26 جاني والايام التي قبله؟
اسماعيل السحباني: سيدي الرئيس قبل ان يقع الشروع في استنطاقي اطالب بحضور محامي.
الرئيس: ان محاميك هو الاستاذ محمد بالناصر وهو موجود بقاعة الجلسة
السحباني: الاساتذة المكلفون بالدفاع عني هم منصور الشفي وعبادة الكافي ورؤوف النجار وعبد الوهاب القرامي.
الرئيس: المحكمة رأت ان تبقى لك من المحامين الاستاذ بالناصر واضافت لك الاستاذ القرامي فأصبح لك محاميان وقد اتخذت المحكمة هذا القرار لاسباب قانونية وهي تطلب منك ان تجيب عن التهمة الموجهة لك بعد ان ضمنت لك حقوق الدفاع.
السحباني: سيدي ألح في طلبي لان المحامين الآخرين لا أعرفهما.
الرئيس: المعرفة لا تزيد في القيام بالواجب.
السحباني: لا استطيع الاجابة الا بحضور محامي.
الرئيس: اذن تضطر المحكمة لاخراجك ومحاكمتك حتى دون اجابتك.
السحباني: لا أجيب.
الرئيس: اذن اترك القاعة.