وثائقي

النقابيون المتهمون بأحداث 26 جانفي يرفضون الاجابة بسبب غياب المحامين ضمن محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 (13)

 واصلت محكمة أمن الدولة المنتصبة في اطارمحاكمة قيادة الاتحاد في 1978  استنطاق النقابيين المتهمين في القضية ولكنها لم تظفر منهم يأي اجابة نظرا لانهم تمسكوا بحضور محامييهم الاصليين. وبعد ان تابعنا تصريحات النقابيين الذين مثلوا أمام المحكمة في حالة سراح ح9 و ح10 و ح11 وعدد من الموقوفين ح12، ننشرفي الحلقة 13 استنطاقات بقية أعضاء الهيئة الادارية دفعة واحدة وذلك نظرا لتشابهها وقلة الاختلاف بينها، حيث كانت كما يلي:

الحاج محمد الدامي (الاشغال العامة والتجهيز)
الرئيس: انت متهم بالاعتداء قصد تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم.
محمد الدامي: (مقاطعا) : لا حول ولا قوة الا بالله.
الرئيس: (مواصلا) : واحداث الهرج يوم 26 جانفي 1978 وما حدث قبله فلماذا فعلت هذا؟
الدامي: لا حول ولا قوة الا بالله، هل عندي محامين للدفاع عني.
الرئيس الاستاذ بن ناصر يدافع عنك.
الدامي: ليس الاستاذ بن ناصر محاميا لي وانا قضيت 8 اشهر بالسجن واريد ان اثبت براءتي والاستاذ بن ناصر لا يعلم ما في ملفي.
الرئيس: المحكمة عينت لك ايضا الاستاذ الدالي الجازي.
الدامي: وهل يعرف هو الآخر ملفي، اني اريد محاميي الاصليين.
الرئيس: المحكمة تعلمك انها اصدرت قرارا بأن لا ينوبك منهم الا الاستاذان بن ناصر والجازي فقط وهي ترجو منك ان تجيب واذا تمسكت بالرفض فانها لا تسمعك.
الدامي: هل نحن في سنة 1952 حتى تنسب اليّ هذه التهم.
الرئيس: بل نحن في سنة 1978 أجب.
الدامي: لا أجيب.
الرئيس: (الى اعوان الامن) أخرجوه.

محمد الناجي الشعري (الاذاعة والتلفزة)
الرئيس: انت محمد الناجي الشعري؟
محمد الناجي الشعري: نعم.
الرئيس: انت متهم بارتكاب الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بواسطة السلاح واثارة الهرج في البلاد مما ادى الى القتل والحرق. هل قمت بهذه الاعمال؟
الشعري: أرفض الكلام امام المحكمة دون حضور الاساتذة المحامين الاصليين عني.
الرئيس: محاموك تخلوا عن النيابة وقد اصدرت المحكمة قرارا يعين لك الاستاذ بالناصر والاستاذ عبد الوهاب القرامي محاميين عنك.
الشعري: لا اقبل ذلك.
الرئيس: ولا تجيب؟
الشعري: لا أجيب.

عبد السلام جراد (الجامعة العامة للنقل)
(مباشرة لا اقبل الاجابة على أسئلتكم دون محاميي الذين اخترتم ولا اقبل المسخرين.
الرئيس: كيف عرفت هذا؟
جراد: قرأت جريدة العمل هذا الصباح.
الرئيس: لقد تخلى محاموك بموجب القانون واتخذت المحكمة قرارا عينت لك بمقتضاه الاستاذين بن ناصر وشطورو.
جراد: لا اريد الدخول في هذا الموضوع القانوني ولكني ارفض الاجابة ما دام المحامون مسخرين.
الرئيس: (الى اعوان الامن ليخرج).


سعيد الحداد (الكهرباء والغاز)
الرئيس: انت متهم بارتكاب جرائم الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بواسطة السلاح واثارة الهرج في البلاد مما ادى الى القتل والحرق لماذا قمت بذلك؟
سعيد الحداد: سيدي الرئيس كل هذه التهم ملفقة واريد قبل كل شيء ان ارى محامي ولا اجيب عن الأسئلة الا بحضورهم.
الرئيس: المحكمة عينت لك الاستاذين بالناصر والغزواني؟
الحداد: سيدي الرئيس اريد المحامين الذين اطلعوا على ملفي.
الرئيس: المحامون الذين انتدبتهم انت شخصيا اعتبرتهم المحكمة متخلين قانونا.
الحداد: سيدي الرئيس لي 8 اشهر بالسجن واريد ان يدافع عني المحامون الاصليون الذين نوبتهم.
الرئيس: واذا تعذر ذلك فهل تجيب المحكمة عن الاسئلة التي توجهها اليك؟
الحداد: هذا غير ممكن.
الرئيس: المحكمة تقول لك بأن ارجاع محاميك امرغير ممكن قانونا واذا اعرضت عن الجواب فانها لا تتوقف على ذلك.
الحداد: اجيب عندما يكون الاساتذة المحامون عني حاضرين .
الرئيس: اذن ترفض الاجابة الآن؟
الحداد: نعم.
الرئيس: اذن اترك القاعة.

علالة العامري (النفط والمواد الكيمياوية)
الرئيس: انت متهم بالاعتداء على أمن الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم واحداث الهرج فلماذا ارتكبت هذه الجرائم؟
علالة العامري: ارفض الجواب ما دام  الدفاع مسخرا.
الرئيس: لا تجيب ما دام الدفاع مسخرا؟
العامري: لا أجيب.

احمد الكحلاوي (النقابة العامة للتعليم التقني)
الرئيس: انت متهم بثلاث جرائم هي الاعتداء على امن الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم واحداث الهرج.
احمد الكحلاوي: هذا اعرفه من قبل لكن قبل البدء لي ملاحظة بسيطة جدا فأنا انتظر هذا اليوم منذ 8 اشهر و 3 ايام وذلك لاظهار براءتي وبراءة الاتحاد من هذه التهم الملفقة، لكن ما راعني الا والمحامون قد انسحبوا، وانا كنت قد رأيت الاستاذة راضية النصراوي عندما كانت وزملاءها اصليين لا مسخرين.
الرئيس:  (مقاطعا) ان الاستاذة راضية النصراوي  هي محاميتك من قبل وهي الآن معيّنة للدفاع عنك وهي دائما محامية ومطلعة على الملف وليس من شك في انها ستقوم بواجبها على الوجه الأكمل؟
الكحلاوي: لست مستعدا للاجابة نظرا لهذا التسخير.

 

 محمد الصالح الخريجي (النقابة العامة للتعليم الثانوي)
الرئيس: انت محمد الصالح القناوي الخريجي؟
نعم، سيدي الرئيس لي ملاحظة أود ان أبديها قبل الشروع في استنطاقي، وتتعلق بظروف الدفاع فأنا اعتقد انه من باب المنطق ان ظروف الدفاع لم تتوفر لي كي أجيب عن الأسئلة التي ستوجهها الى المحكمة خاصة وأنكم اشرتم في جلسة يوم 14 سبتمبر ان المحكمة ستوفر كل المعطيات الكافية حتى تظهر الحقيقة.
الرئيس: بما أنك استاذ في العربية وتستطيع ان تقتنع جيدا عندما اقول لك ان الدفاع متوفر الى جانبك وانه سيقوم بواجبه كما يجب وان من أثبته انت شخصيا قد اتخذت المحكمة في الجلسة السابقة قرارا بشأنه وبمقتضى هذا القرار ينوبك في هذه القضية الاستاذان الرافعي وبالناصر والمحكمة ما زالت مصرة على القول بأنها ستخرج بحكم عادل وتطلب منك ان تجيب عن التهم الثلاث الموجهة اليك بما تراه من انكار او اعتراف حسب ضميرك فان انت اجبت استرسلنا في استنطاقك وان انت اعرضت وتمسكت بالامتناع عن الجواب تمادينا في النظر في القضية.
محمد الصالح الخريجي: سيدي الرئيس نظرا لانني ارى ان كل المعطيات الكافية للدفاع غير متوفرة لذلك فإنني لا استطيع ان اساعد العدالة على ابراز الحقيقة مادام محامي لم يتفحص جليا ملفي.
الرئيس: المحكمة تطلب منك ان تجيب عن اسئلتها وكفى محاضرات لان قاعة الجلسة ليست منبرا للمحاضرات؟
محمد الصالح الخريجي: هذه ليست محاضرة يا سيدي الرئيس.
الرئيس: اجب عن التهم؟
ـ محمد الصالح الخريجي: لا سيدي ودون شك فان موقفي ليس امتناعا عن الاجابة.
الرئيس: المحكمة تقول انه امتناع ومن يمتنع عن الاجابة فان ذلك لا يمنع المحكمة من متابعة البث في القضية.
ويترك محمد الصالح الخريجي قاعة المحكمة دون ان يجيب عن الاسئلة.

 حسين بن رحومة (نقابة موظفي التربية)
الرئيس: انت متهم بثلاث جرائم: الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بواسطة السلاح واثارة الهرج في البلاد مما ادى الى القتل والحرق.
بن رحومة: سيدي الرئيس انني موقوف بالسجن منذ 9 أشهر واترقب هذا اليوم الذي امثل فيه امام عدالتكم لأظهر براءتي. انني لم ارتكب اي فعل مادي او معنوي يمت للقضية بصلة. وانني ارى اليوم ان المحامين الذين كلفتهم للدفاع عني وعددهم ستة لم يحضروا.
الرئيس: المحكمة لم تهملك دون محامين وقد عينت لك الاستاذين بن ناصر والغزواني 
بن رحومة: سيدي الرئيس ان المحامين الستة الذين نوبتهم قد اطلعوا على ملفي وما دامت مهمة المحامي اعانة العدالة على اظهار براءة المتهم لذا فاني ارفض المحامين الذين تم تعيينهم ولم يطلعوا على ملفي واوكل امري الى عدالتكم فاحكموا بما ترون.
الرئيس: انت وضعت ثقتك في المحكمة والمحكمة لا تبث في أمرك الا بعد استنطاقك وبعد ان تقول امامها ما لديك لرد التهم الموجهة اليك.
بن رحومة: قلت انني بريء وارفض الاستنطاق دون المحامين الاصليين واعتذر عن ذلك.
الرئيس: اترك القاعة.

 نور الدين البحري (الاتحاد الجهوي للشغل بتونس)
الرئيس: المحكمة احضرتك من اجل الاعتداء على أمن الدولة والتحريض على مهاجمة السكان فلماذا ارتكبت هذه الجرائم؟
نور الدين البحري: رغم هذه التهم الثقيلة الموجهة إليّ ورغم ثقتي في العدالة فاني ارفض الاجابة ما دام ليس لي محامين.
الرئيس: المحكمة عينت لك الاستاذين بن ناصر والجازي هل تعرفهما؟
البحري: اعتذر عن الاجابة.
الرئيس: ان الدفاع يقوم بواجبه اصيلا كان ام معينا.
البحري: اني احترم رأيك ولكن اعتقد انه يستحيل ذلك في حالة التسخير.
الرئيس: هل ارتكبت هذه الجرائم؟
البحري: اعتقد اني برءي.
الرئيس: وهل شاركت في الاضراب؟
البحري: لا أجيب.

 عبد الرزاق أيوب (الاتحاد الجهوي للشغل بتونس)
الرئيس: انت حضرت اليوم امام المحكمة لاستجوابك حول التهم الموجهة لك.
ايوب: قبل كل شيء ومع احترامي وتقديري لقرار المحكمة حول تسخير المحامين فأنا لا اطمئن لدفاعهم عني سيما واني لاحظت النعوت والتعاليق التي وجهت الى المحامين.
الرئيس: انت لك اليوم محامين؟
ايوب: أقبلهم اصالة ولا أقبلهم للدفاع عني.
الرئيس: المحكمة تطلب منك الاجابة عما احضرتك من أجله بمحضر الاستاذين بالناصر وخنتوش؟
عبد الرزاق ايوب: ارفضن ما عين لي من محامين.
الرئيس: وترفض الاجابة ايضا؟ تأكد من ان للمحكمة الصلاحية الكافية للحكم في القضية دون التوقف على اجابتك؟
ايوب: لها ذلك.
الرئيس: اذن اترك القاعة

 صالح برور(التكوين المهني والتشغيل)
الرئيس: (انزل يديك من فوق قفص الاتهام).
انت صالح برور؟
ـ نعم ـ واريد ان اقول كلمة قبل الشروع في استنطاقي.
الرئيس: انتظر حتى تعطيك المحكمة فرصة الكلام؟
انت متهم في هذه القضية بارتكاب الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وتحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا واثارة الفوضى في البلاد مما ادى الى القتل والحرق، لماذا ارتكبت هذه الافعال يوم الاضرب العام؟
برور: سيدي الرئيس لم ارتكب هذه الافعال ولا أستطيع ان اتكلم دون محاميي الاصليين.
الرئيس: ومحاموك الذين عينتهم المحكمة لك.
برور: لا أقبل الاجابة
الرئيس: ترفض الاجابة عن اسئلة المحكمة؟
برور: ارفض الاجابة.
الرئيس: اذن اترك القاعة.