وثائقي

الطيب البكوش في الحلقة 20 من محاكمة قيادة الاتحاد سنة 1978: لماذا لم تسخروا المحامين للاتصال بي؟

من خلال محاور جانبية، حاول رئيس المحكمة ان يستدرج الأخ الطيب البكوش الماثل أمامه في اطار محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 الى كسر طوق الامتناع عن الإجابة الذي اعتمده النقابيون الذين سبقوه متمسكين بضرورة حضور محامييهم الأصليين. لكن الأخ الطيب تفطن للمحاولة واعتمد المراوغة التي أفصح بموجبها عن رفضه الإجابة متمسكا كما زملائه بالمحامين الأصليين.

الطيب البكوش

الرئيس: حالتك المدنية

البكوش: الطيب بن علي البكوش مولود في 13 أفريل 1944 بجمال متزوج وأب لطفلين أستاذ بدار المعلمين العليا وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد.

الرئيس: أنت مُحال من أجل 3 تهم (يذكرها)

البكوش: أنفي هذه التهم نفيًا باتًا فهي لا أساس لها من الصحة ولا يمكن أن تصدر عنّي.

الرئيس: أنت قررت الاضراب العام

البكوش: لقد أجبت على هذا لكن اسمحوا لي باستيضاح فأنا في شبه عزلة وما قرأته في بعض الصحافة غير واضح واليوم لا أرى المحامين الذين نوبتهم عنّي وأودّ ان توضّح لي المحكمة أسباب ذلك.

الرئيس: لك محاميان هما الأستاذان الدالي الجازي والبشير خنتوش وأضافت لك محاميا ثالثا هو الأستاذ بن ناصر والأستاذ الجازي يعرف القضية جيدا ولم يبق اذن مبرّر للاعتراض عن الجواب.

البكوش: لا أعترض عن الجواب لكن أريد أن أعرف لماذا تمّ حرماني من دفاع بقيّة المحامين.

الرئيس: لأنّه في يوم 28 سبتمبر 1978 انسحب جميع المحامين فاتخذت المحكمة قرارًا في تعيين محامين بموجب الفصل 141 من مجلة الاجراءات الجزائية.

البكوش: أستغرب هذا

الرئيس: هذا يهمّ المحامين

البكوش: هل عجزت أنا عن تعيين محامين يدافعون عنّي؟ لماذا لم يقع اعلامي؟

الرئيس: هذه مهمّة المحكمة والدفاع في جانبك معزّز.

البكوش: حتى لو كان الدفاع معزّزا فإنّه يجب علي أن اتصل بالمحامين.

الرئيس: ألم يمدّك الأستاذ الجازي بالوثائق؟

٭ وهنا يتدخل الأستاذ الدالي الجازي ليقول لقد ذكر اسمي 4 مرّات في ظرف 4 دقائق على أنّي كنت محاميا للطيب البكوش الاّ أنّي لم أتمكّن من مده ولو بوثيقة واحدة.

وأرجو الاّ يعتقد بأنّي تمكّنت من الاطلاع على الملف ورجائي التنصيص على ذلك خاصة وانّ منوبي مهدّد بصرامة الفصل 72 من القانون الجنائي الذي ينصّ عقابه على الاعدام.

الرئيس: على فرض وان الأستاذ الجازي صادق في قوله،

الأستاذ الجازي (مُقاطعا) احتج لأنّ المحكمة كذبتني وهذا خدش في شخصي لقد أديت اليمين القانونية لأداء واجباتي في هذه المهنة.

الرئيس: المحكمة لا تنكر ذلك (ثمّ يلتفت الرئيس للطيب البكوش) انت أجبت بأنّك بريء من هذه التهمة.

البكوش: ما لفت انتباهي فيما سمعته هو وجود أشياء كثيرة مخالفة للواقع. ومادام المحامون لم يتصلوا بي فكيف تتوفر لي امكانيات الدفاع.

الرئيس: المحكمة تقول لك هل كنت من بين الذين قرّروا الاضراب العام وذهبت يوم 24 جانفي تدعو إليه في ڤفصة والڤصرين.

البكوش: لم أذهب إلى ڤفصة.

٭ (ينظر الرئيس الى بعض أوراق القضية).

الرئيس: انت الطيب البكوش، ذهبت الى القيروان وتمّت مخاطبتك هاتفيا أنت ومصطفى الغربي، وخرجت تدعو الى الاضراب.

البكوش: كلّ ما ذكرتموه غير صحيح

الرئيس: هل ذهبت للقيروان؟ نعم أم لا؟

البكوش: ليس صحيحا وليس لديّ وثيقة لأبيّن ذلك. أريد أن أوضّح سيما وأنا احترم قرار المحكمة

الرئيس: (مقاطعا) هل كنت حاضرا في بيت الحبيب عاشور لما خاطب ادارة الأمن طالبا اخلاء دار الاتحاد من الشرطة والا أحرق تونس؟

البكوش: احترم ما تقولونه، لكن لا أعلم لم سخرتم لي محامين للدفاع عنّي لماذا لم تسخروهم للاتصال بي؟

الرئيس: سيتصلون بك اذا أردت

البكوش: متى؟،، بعد صدور الحكم؟

الرئيس: لا، ربما غدا، وقبل ان ينتهي الاستنطاق. جاء في بحثك انّك كنت حاضرا في بيت عاشور عندما هتف لادارة الأمن وأعلمها بأنّ النار ستشتعل بتونس ان لم يترك أعوان الأمن أماكنهم قرب الاتحاد.

البكوش: قلت لكم انني احترم قرار المحكمة لكن أتساءل لماذا سخرتم محامين ولم يتصلوا بي.

الرئيس: لك الحق في الاتصال بهم

٭ هنا يتدخل الأستاذ بن ناصر ليقول:

سيدي الرئيس لقد كنّا معكم طوال المداولات التي تواصلت حتى العشيّة واستحال مع ذلك زيارة المنوبين في السجن،

الرئيس: (مقاطعا) نحن نعلن دائما في كل جلسة عن أسماء المتهمين الذين سنقوم باستنطاقهم في الجلسة الموالية وكان عليكم ان تستغلوا ذلك

الأستاذ بن ناصر: نحن نريد مساعدة القضاء على انارة الحقيقة، لكن لم نجد الوقت الكافي للاتصال بالموقوفين

الرئيس (ملتفتا الى البكوش) ليغادر القاعة.