في بيان الاتحاد.."مستعدون لانجاح اضراب الغد رغم الهرسلة والترهيب والتهديدات"
اصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا جاء فيه ان أعوان القطاع العام بالفكر والساعد يخوضون غدا الخميس 16 جوان 2022 إضرابا من أجل الدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن ماطلت الحكومة في الاستجابة إلى مطالبهم المشروعة واستهانت ببرقية التنبيه بالإضراب الصادرة منذ 31 ماي 2022 والتي جاءت بقرار من الهيئة الإدارية الوطنية منذ 23 ماي 2022 وبعد جلسة غير جدّية لم يتمّ عقدها إلاّ يوم الاثنين 13 جوان الجاري ضمن اللجنة المركزية للتصالح، تقدّمت فيها الحكومة بإجابات لا توحي برغبة حقيقية في تجاوز الإضراب وإيجاد الحلول للخروج بنتائج إيجابية في المفاوضة الجماعيّة تجنّب البلاد في هذا الظرف الدقيق المزيد من التوتّر وتؤمّن الاستقرار الاجتماعي.
وحسب نص البيان، فانه ومنذ أن أعلن الاتحاد العام التونسي للشّغل عن قرار الإضراب العام في القطاع العام اشتعلت حملة تشويه وتشهير غير مسبوقة انطلقت بمحاولة البعض من هنا وهناك تسييس الإضراب وتوظيفه وتواصلت بنشر الإشاعات والأكاذيب والأخبار الزائفة والإساءة إلى النقابيين وانتهت بالشحن والتحريض على الاتحاد وعلى قيادته ووصلت إلى حدّ التهديد، ممّا خلق حالة من التوتّر والاحتقان تنذر بموجة عنف وحالات فوضى يدبّر لها البعض ويخطّطون.
وقد تم التأكيد في بيان الاتحاد على انه لا أحد بإمكانه إنكار ما آلت إليه الوضعية الاجتماعية للأجراء بكلّ أصنافهم من تدهورٍ غير مسبوق، في ظلّ أجور زهيدة وأمام غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية وتدنّي الخدمات الاجتماعية وارتفاع الثقل الضريبي واستشراء الاحتكار والتهريب وتزايد البطالة في صفوف أبناء الأجراء والعائلات المعوزة والمهمَّشة، وهي قضايا عجزت الحكومات المتتالية عن حلّها لأنّها اتّبعت سياسات وخيارات لا شعبية ولا اجتماعية وتصرّ الحكومة الحالية على نفس النهج متنكّرة لحقوق الشغّالين مصمّمة على تحميلهم تبعات خياراتها بما تخطّط له من إجراءات لنسف المكتسبات والتراجع عن الاتفاقيات إمعانا في تفقير العمّال بدعوتهم إلى الصبر والتضحية وتفهّم الظروف الحالية والرضا بالأوهام.
لقد عبّرت كلّ القطاعات المعنيّة بالإضراب غدا عن تجنّدها واستعدادها لإنجاحه رغم الهرسلة والترهيب، كما عبّر أعوان الوظيفة العمومية عن تضامنهم وهم يستعدّون بدورهم لشنّ إضراب عام سيتمّ تحديده في الوقت المناسب إذا استمرّ غلق باب التفاوض ورفض الاستجابة للمطالب المشروعة وأظهر العمّال والعاملات وعيا فائقا ووحدة صمّاء وتعلّقا شديدا بمنظّمتهم إيمانا منهم بأنّها الأكثر التصاقا بقضاياهم ودفاعا عن حقوقهم، وهي ثقة عزيزة موكول للنقابيات والنقابيين للحفاظ عليها وتدعيمها بتمسّكهم بمطالب الشغّالين وتجنّدهم للنضال من أجل تحقيقها.
واعتبر الاتحاد انّ إضراب يوم 16 جوان 2022 هو فرصة للأجراء لتأكيد وحدتهم وتشبّثهم بحقوقهم وتحدّيهم للهرسلة والتهديدات بما فيها التسخيرات غير الدستورية وغير القانونية، وهي مناسبة ليعبّروا عن غضبهم إزاء تردّي أوضاعهم وتدنّي أجورهم وتهديد مواطن رزقهم وسيكون يوما للتجمّع في دور الاتحاد وساحاتها لإبلاغ صوتهم إلى الرأي العام وإلى من تجاهلوا حقوقهم المشروعة واستهانوا بقوّتهم وجحدوا جهودهم وعرقهم وعملهم.
وجدد الاتحاد في بيانه الدعوة الى العاملات والعمّال، ليكونوا يوم الخميس 16 جوان 2022 في الموعد، كما كانوا دوما، لإنجاح إضرابهم، ولإبلاغ صوتهم عاليا ولتأكيد تصميمهم ووعيهم ومسؤوليتهم في الدفاع عن حقوقهم في وجه الاستهتار والبرامج اللاشعبية. ودعاهم ليكونوا حاضرين بكثافة أمام المقرّ الوقتي للاتحاد العام التونسي للشغل بشارع الولايات المتّحدة بداية من الساعة التاسعة صباحا.