آراء حرة

"اذا كان الانتاج يزيد أيام الاضراب، فتعالوا نضرب كامل أيام السنة"

كتب الصحفي القدير محمد العروسي بن صالح في تعليقه على ما يروج هنا وهناك من صور وتعاليق حول اضراب القطاع العام الذي تم تنفيذه امس الخميس 16 جوان، كتب نصا او شهادة تاريخية محمّلة بالرسائل والمعاني لكل المشككين في نجاح الاضراب والمزيفين للحقائق الذين لا حجج لهم على ما يقولون غير صور لا نعلم من اي زاوية صورت ولا في اي سياق انزلت  ولا متى تم تصويرها ومن اصحابها لا سيما وان الاتحاد اصر من خلال الاعلان عن تراتيب الاضراب على تواجد فرق استمرار في اغلب القطاعات الحيوية..

 يقول بن صالح  في شهادته.."في خريف 1977، اختلف الاتحاد بقيادة الحبيب عاشور مع الحكومة برئاسة الهادي نويرة حول ملفات 11 مؤسسة عمومية كان أعوانها يطالبون بقوانين أساسية.

مفاوضات، محادثات، جلسات، لقاءات لكن دون الوصول الى حل أو بالاحرى دون الوصول الى اتفاق حول كل الملفات لانه وجب التنويه الى انه وقع التوصل الى حلول "مقبولة" في 9 ملفات.

حصلت اضرابات شنها أعوان تلك المؤسسات للضغط قصد الوصول الى نتائج.

منها اضراب شنه خلال شهر ديسمبر 1977 عمال وموظفو شركة فسفاط قفصة لمدة 3 أيام بتاطير مقرب من الاخ خير الدين بوصلاح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والاخ عبدالحميد بلعيد الكاتب العام لجامعة خبايا الارض (المناجم حاليا) واشراف من عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني اذكر منهم خيرالدين الصالحي مسؤول التنظيم الداخلي ( شخصيا لا استسيغ النظام ) وحسين بن قدور أمين المال.

وفد صحفي تحول من العاصمة لمواكبة الاضراب كنت من أفراده ممثلا لجريدة الصباح والاخ مختار بوبكر ممثلا لجريدة الشعب مع سهير بلحسن من جون افريك وميشيل دوري من لومند الفرنسية و يو بي اي الامريكية وزميلين لا أذكرهما من لابريس ولوتون.

أما الاذاعة الوطنية والجهوية بصفاقس ووكالة الانباء اضافة الى جريدة العمل ولاكسيون لسان حال الحزب الاشتراكي الدستوري فقد اعتمدت مراسلا واحدا في الجهة.

جرى الاضراب في كامل الهدوء والانضباط وخاصة في ظل تأمين الحد الادنى من الواجبات في مختلف المناجم وفي عدة ادارات حساسة في كل منجم.

كتب كل منا ما رأى وسجل ما جرى.

أما الزميل مراسل الاذاعة والتلفزة ووكالة الانباء وصحيفتي الحزب فكتب "ان العمل تواصل بصفة عادية في كافة المناجم دون أي انقطاع أو اي تأثير، بل ان الانتاج زاد بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أيام الاخيرة" (اي المقابلة للاضراب). وأرفق مقاله للصحف والوكالة بصور لعمال كانوا يؤمنون ذلك الحد الادنى من الخدمات ومشاهد مصورة للعمال انفسهم لشريط الانباء.

زميلنا الكبير، ايقونة الصحافة الساخرة محمد قلبي، اقتنص الفكرة وكتب في ركنه اليومي بجريدة الصباح "لمحة" : [ طيب، اذا كان الانتاج يزيد أيام الاضراب، فتعالوا نضرب كامل أيام السنة].