وطني

الاستعداد لعيد الاضحى في ماطر..عادات وطقوس خاصة، مهن عرضية وشوارع لا تهدأ

اسواق تنبض بالحياة، ازدحام لافت واصوات تصدح بقوة منادية" عيادي وسنين دايمة.." أجواء وصور عديدة تختصر رائحة عيد الأضحى في مدينة ماطر التابعة لولاية بنزرت.. ويرتبط عيد الأضحى المبارك في هذه المدينة الجميلة بجملة من الطقوس والعادات التي توارثتها أجيال وراء اجيال، لتطفو على سطح الحياة الاجتماعية مع حلول هذه المناسبة سنوياً.

هنا في ماطر تنتشر المهن العرضية في كل شبر من المدينة، فهذا يبيع الفحم وذلك يتاجر بقطع الخشب الكبيرة "القرضة" واخر رصف مجموعة من "الكوانين " وغيرها.. وفي سوق "الجزارة "وهو اكثر الأماكن حركية في ماطر،  تسمع أصوات الات صقل الحديد تعلو فوق كل الأصوات" لتمضية السكاكين " .

ومن ابرز العادات  أيضا هي انتشار ساحات بيع الخراف في البطاح الواسعة من الأحياء والتي نسميها "الرحبة" لتغدو مقصداً للرجال والأطفال وبعض النساء.

ساحات واسعة تغص بالأغنام، تفرش ببساط من أعلاف ويتمركز فيها بائعو الأضاحي، عارضين ما تيسر عندهم من أضاحي,

وما ان تقتني العائلة الخروف حتى  توثقه بزاوية من البيت ويقدم له العلف وتأتي الأم بشيء من الحناء تضعها على جزء من رأس الخروف وجلده إكباراً لكونه أضحية عيد مجيد.
وفي الاثناء تفوح رائحة البخور في اغلب البيوت ويهرع الأطفال لجلب أشرطة الزينة من مختلف الألوان لتزيين صوف الخروف بتشكيلة زاهية من الألوان ويقدم  الأطفال للخروف شيئاً من السكرعلى أمل كسر خوف الخروف وربط علاقة ودية معه بتقبيله والتقرب منه، وفعلاً ينجح بعضهم في هذه المهمة وترى عدداً من الخراف ترافقهم جنباً إلى جنب وتتابع خطواتهم في "الزقاق" دون وثاق أو جهد.

وفي المساء، وإلى غاية ليلة العيد، تخرج الأضاحي من البيوت ويوثقها الرجال أمام المنازل ويجلس كل حذو أضحيته، فتعج الشوارع بالخراف والناس، وتعم البهجة حتى حلول صلاة المغرب، حيث يعود كل لبيته.