مئات الآلاف من المتظاهرين يجبرون الرئيس السيريلانكي على الفرار والتنحي ورئيس الحكومة على الاستقالة
أجبر مئات الآلاف من المتظاهرين الرئيس السيريلانكي غوتابايا راجاباسكا، على الفرار أولاً من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو، ثم إعلان موافقته على التنحي الأسبوع المقبل.
وفي خضم التطورات السياسية المتلاحقة التي شهدتها الدولة الآسيوية خلال الساعات الماضية، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو أظهرت حجم المظاهرات التي عمّت البلاد شرقاً وغرباً.
فقد شارك مئات آلاف المواطنين في الاحتجاجات، تنديداً بالأوضاع المعيشية، وسخطاً جراء الأزمة الاقتصادية الحادة. وأظهر أحد المقاطع العدد المهول للمحتجين الذين تجمهروا خارج القصر الرئاسي إلى أن تمكن بعضهم من اقتحامه.
أكبر احتجاج
وعلى وقع الاقتحام، أعلن رئيس البرلمان السريلانكي، ماهيندا أبيواردانا، موافقة الرئيس غوتابايا راجاباكسا، على التنحي الأسبوع المقبل. كما أضاف أن راجاباكسا سيظل رئيسا حتى الأربعاء، لضمان انتقال سلس للسلطة.
وأتت هذه التطورات بعد إعلان رئيس الوزراء السريلانكي، رانيل ويكر مسينغه، استقالته أيضاً بعدما اقتحم متظاهرون غاضبون المنزل الخاص به وأضرموا فيه النيران، حيث اعتبره المحتجون مسؤولاً أيضاً عن أسوأ أزمة اقتصادية ألمت بالبلاد، فاخترق عشرات الآلاف الحواجز ودخلوا مقر إقامته ومكتبه ضمن أكبر احتجاج شهدته سريلانكا.
افلاس البلاد
يذكر أن سريلانكا تعاني أزمة اقتصادية عرفت بأنها الأشد والأسوأ منذ 7 عقود بعدما هبط احتياطي النقد إلى مستويات متدنية، حتى لم تعد البلاد قادرة على استيراد سلع أساسية مثل الوقود والغذاء والدواء.
وقد أقرّ رئيس الوزراء السريلانكي بأن بلاده أفلست، بينما يعاني الملايين من الأشخاص لأجل الحصول على الغذاء وخدمات أخرى حيوية. واعترف المسؤول السريلانكي في حديث مع نواب البرلمان، بصعوبة المباحثات الجارية مع صندوق النقد الدولي، لأن البلاد تتفاوض باعتبارها دولة مفلسة وليست بصفتها دولة نامية.