وطني

الدكتور خير الدين الزاهي عضو لجنة الصحة بالبرلمان ل «الشعب نيوز»:" القرارات الصحية أصبحت مسيسة بما زاد في انتشار العدوى"

دعا النائب بمجلس الشعب وعضو لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية خير الدين الزاهي (دكتور جراح ومحاضر بكلية الطب بتونس) الحكومة الى التسريع بتقديم مشروع قانون الطوارئ الصحية للمصادقة عليه من قبل البرلمان بإعتبار ما سيوفره من آليات قانونية تسهل مختلف الاجراءات المستعجلة لمجابهة تفشي وباء كورونا بالبلاد۔

وبيّن في حديثه ل «الشعب نيوز» أن إيجابيات هذا المشروع عديدة وهامة بما أنه يزيل كل العقبات البيروقراطية التي تأخذ وقتا طويلا في ظرف يستدعي التدخل السريع لتيسير مهمة السلك الطبي وشبه الطبي ميدانيا اضافة الى توفير المستلزمات من شراءات مختلفة وتوفير البلاقيح وتوقف عندما قامت به المغرب منذ أفريل 2020 أي مباشرة بعد ظهور الكوفيد 19 للتوقي والتحوط من الداعيات لمرتقبة من هذه الجائحة۔ وعبر في الوقت ذاته عن إستغرابه من عدم التفاعل الإيجابي من قبل الحكومة الى حد الان بتقديم هذا المشروع إلى البرلمان الذي يسعى للضغط بإتجاه إقارار هذا المشروع الذي يمثل أولوية مطلقة في هذه الظرفية الصعبة التي تمر بها البلاد۔

تطبيق الاجراءات الوقائية

وأكد النائب بالبرلمان على ان تطبيق الاجراءات الوقائية هي الاساس في منع انتشار المرض الا ان ذلك أصبح صعبا في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية لأغلب المواطنين خاصة في المناطق الداخلية وإلى ذلك سماح الدولة لأحزاب وجمعيات بتنظيم تجمعات بأعداد كبيرة بما جعل المواطنين لا يلتزمون لاحقا بالانضباط للاجراءات الصحية بحيث تتخذ الحكومة قرارات عكس ما تطالب به اللجنة العلمية اي ان القرارات الصحية أصبحت مسيسة وهذا ما تسبب في تفش الوباء بولايات مثل القيروان وسليانة وباجة والقصرين وهي مناطق تعاني منذ عقود إنعدام المرافق الصحية وضعف بنيتها الأساسية وقد تجلى ذلك في إرتفاع الطلب على الاوكسيجي مقابل سقلة توفره بالمعتمديات المتضررة التي تصنف الأفقر على مستوى الجمهورية مثل مكثر والروحية والعروسة وكسرى ومثلها عدد كبير من المعتمديات الاخرى۔

جرعة واحدة أفضل في هذه المرحلة

وأكد الدكتور خير الدين الزاهي في ذات الإطار أن الوضع الصحي خطير استنادا إلى ما تظهره الأرقام المعلنة بشكل متواتر المصالح المعنية في علاقة بانتشار العدوى في الوقت الذي عرفت فيه الحالة الوبائية تغير هيكلي للفيروس وشدد هنا على أهمية الجانب الوقائي بتوفير اللقاحات اللازمة الشاملة لجميع الفئات والجهات مع الأخذ في الاعتبار خصوصية المناطق الداخلية وطالب بفتح مراكز التلقيح بكافة مناطق البلاد وأولها المستوصفات كخط أمامي قريب من المواطنين وكذلك الاسواق الاسبوعية التي تعرف توافد سكان المناطق المتعودين على التزود منه بحاجياتهم بوضع وحدات للتلقيح وهي إجراءات ناجعة وسريعة ودعا الدكتور خير الدين الزاهي الى توسيع دائرة المنتفعين بالتلقيح بإعتماد جرعة واحدة في هذه المرحلة لتطويق انتشار العدوى أولا ثم تقديم الجرعة الثانية في مرحلة لاحقا وهذا أفضل من تقديم جرعتين لعدد محدود من المواطنين مع تكثيف حملات التوعية والتحسيس القادرة على الإقناع بأهمية وجدوى التلقيح لتجاروز تداعيات تفشي العدوى في قادم الأيام۔

لطفي الماكني