أسباب انهيار الأورو امام الدولار انعكاساته
شهد الأورو تراجعا تاريخيا امام الدولار الأمريكي بعد ان تعادلا في القيمة لأول مرة منذ اصدار الأورو وتبادله كعلمة موحدة للعملات الأوروبية منذ أكثر من عقدين. وبلغ سعر الدولار الأمريكي واحد أورو. ويعود هذا التراجع التاريخي الى سببين رئيسيين أولهما تحول القارة الأوروبية الى ساحة حرب نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية مما يعني تهديد الاستقرار العام الذي يبحث عنه المستثمرين. ويشار في هذا الصدد الى ان ازمة الغاز الروسي بعد توقف الامدادات في اتجاه المانيا، قد بدأت تلقي بضلالها، ووضعت الكثير من الشكوك حول القدرات الإنتاجية لأوروبا وتحديدا المانيا.
ونتيجة لكل حالات عدم اليقين فان عملة البلد المعني او المنطقة تصبح اقل موثوقية من بقية عملات العالم وتفقد قيمتها التبادلية. اما السبب الثاني هو القرار الروسي برفض التعامل بالاورو عند بيع المحروقات الى أوروبا وهو ما خفض الطلب على الاورو ونتيجة لاختلال العرض والطلب فان العملة مثلها مثل بقية السلع تفقد قيمتها. التضخم القادم ويري الخبراء ان التراجع التاريخي للاورو امام الدولار عسر مهمة البنك المركزي الأوروبي الذي سيجد صعوبة في تشديد سياساتها النقدية للحد من التضخم دون المساس بالوضعية الاقتصادية المعقدة.
ويعتقد الملاحظون ان أبرز النتائج المتوقعة لهذا الانخفاض التاريخي تزايد الضغوط التضخمية حيث سيؤدي تراجع الاورو امام الدولار الى ارتفاع كلفة الواردات خاصة من المحروقات وذكرت مصادر إعلامية أوروبية ان أوروبا قد تواجه تضخما غير مسبوق مما سيؤثر على الوضع الاقتصادي في القارة العجوز.
وقد بلغ التضخم 08 بالمائة وهو رقم بعيد جدا من الرقم الذي حددته البنوك المركزية في القارة الأوروبية والمقدر بتضخم لا تتجاوز نسبته 02 بالمائة.اما عن تأثيرات هذا تراجع الاورو على اقتصادنا فانه من المتوقع ان يؤدي التضخم الناتج عن فقدان الأورو لجزء من قيمته في أوروبا الى تزايد التضخم في بلادنا باعتبار ن أوروبا هي الشريك التجاري الأبرز لتونس بحجم يقارب ثلاثة ارباع مبادلاتنا التجارية ( ارقام 2020).
أبو ابراهيم