ثقافي

"مزيج" عرض يحاكي موسيقى تونس من شمالها إلى جنوبها وينقل تفاصيل الفرح في أركانها القصية

"مزيج" زهير قوجة هو العرض الذي يحاكي موسيقى تونس من شمالها إلى جنوبها وينقل تفاصيل الفرح من أركانها القصية إلى ركح مسرح مهرجان الحمامات الدولي. 
مزيج اسم على مسمى فيه تتماهى برشا موسيقات بش في الاخر ما تسمع كان صوت تونس، صوت يخلي لحمك يقشعر ويخليك تحب تبكي من الفرحة، صوت يسحرك ويخليك تصفق معاه ووقت تفيق، تحس ترضريض في يدك، تتساءل على السر اللي يخليك تصفق بالقوة هذيكا.
السطمبالي بكل عناصره كان حاضر على الركح، موسيقيا وكوريغرافيا وغنائيا، والمرة هذه "وصال" المزيانة غنات سطمبالي وصوتها عنّق القمرة اللي زينت السماء وكأنها هي بيدها منتشية للعرض.. 
وصال غنات السطمبالي بطريقة تشبهلها وتتناغم مع الموسيقى ومع العرض وشطحت على طريقتها ولهنا فما برشا ما يتقال على الكوريغرافيا اللي فيها برشا من التماهي والانصهار والاختلاف زادة.
من الجنوب، للشمال وين علا صوت عبد الرحمان الشيخاوي وهرب بينا بعيد وهو يغني في "وحش السرا وبروده" و"نخلة تختار"، عبد الرحمان عنده قدرة على تطويع صوته وإحسانه لترجمة معاني كلمات الأغاني ويخليك تتخيل الصور اللي وراها، عفوي على الركح بطريقة تخليك تبع فيه وين ما يتحرك.. 
من توزر ومن قفصة شاركوا عازفين زينوا الفرقة بحضورهم وأصالتهم من بينهم حسان المشايخي اللي حضوره يضيف الكثير لأي مشروع يشارك فيه على خاطره مؤمن بلي بعمل فيه وقاعد كل مرة يطور من روحه.. 
الديو اللي عملو زهير قوجة ومحمد الخشناوي بالعود التونسي والقمبري يخليك تتأمل في العلاقة بين الأستاذ والتلميذ واللي تعمقت حتى صار كل منهما يفهم الآخر بنظرة وصارت الموسيقى لغة تخاطبهما على الركح وأحيانا تعوضها  ابتسامة يجيد الأستاذ رسمها على وجهه وتوزيعها على من حوله.
الطبلة والزكرة والقصبة والمزود أصواتهم تلعلع في مسرح الحمامات ومعاهم الموسيقى الإلكترونية، قداشه حساس سامي بن سعيد وقداش عنده قدرة على التماهي مع الألحان اللي يخلقها، عرض كامل نتبع فيه بعيني كإنه يعيش في عالم وحده، كل تركيزه على الموسيقى.  
"شهد"  البنية الفلسطينية غنات السطمبالي في الكورال وشطحت تونسي على الركح وكان حضورها لافت كيفها كيف كل عنصر من عناصر المجموعة اللي تربط ما بينهم علاقات إنسانية لو كان ما كانتش موجودة ما كانش العرض يكون صادق بالطريقة اللي كان عليها وما كانش ينثر كل تلك  الطاقة الإيجابية...
"ديمة" البنوتة الصغرونة اللي كانت مفاجأة العرض واللي نثرت النوار على الركح وشطحت على ايقاعات السطمبالي على طريقتها بالإحساس وبالفطرة وكانت كيف النسمة في كل مرة تطلع فيها على الركح.. 
مخرج العمل فتحي بوسهيلة اللي كان واقف في آخر الركح ويشطح مع كل نغمة وتبادل من حوله الابتسامات في مشهدية تجعلك تفكر في قدرة الشغف والمحبة والانسجام على خلق أعمال إبداعية مفعمة بالطاقة، أعمال تسري بك إلى عالم لا ولي فيه ولا سيد سوى الفرح... 
وما نجموش نحكو على عرض في ركح مسرح الحمامات دون الحديث عن بصمة حسام الساحلي اللي كانت واضحة برشا على الركح في علاقة بالإضاءة وغيره من العناصر اللي خلت العرض يشبه للحلمة، عرض خفيف ومطروز، يشبه لتونس المزيانة اللي نحبوها، يشبهلنا نحنا الناس الشفافين الصادقين الحالمين.. 
شكرا مهرجان الحمامات الدولي على برمجة العرض ومش جديد على المركز الثقافي الدولي أنه يحتضن إقامة تخرج عمل إبداعي، وشكرا لزهير قوجة اللي قاعد يحارب في برشا حاجات بش يعمل اللي هو مؤمن به وبش يحاول يصلح برشا مفاهيم مغلوطة ويحاول ينفض الغبرة على برشا موروث هناك إرادة لطمسه.

يسرى الشيخاوي

(من صفحتها على الفايسبوك وبترخيص منها)