وطني

اتحاد الشغل يدعم " أطفال القمر "

في إطار دوره الثقافي والاجتماعي وانسجاما مع مبادئه الإنسانية العميقة، أصدر اتّحاد الشغل مؤخّرا كُتيّبا هو عبارة عن سيرة طفل قمر يحكي بثلاث لغات - هي العربية والفرنسية والأنقليزية - بعضا من يوميات طفل قمر يُدعى موفّق بن حميدة ،ويسرد جوانب من معاناته في مواجهة مرض خبيث ينهشه وموقف مجتمع غير متفهّم ولا يحترم الاختلاف.

الكتيّب يحمل عنوان " ظلال القمر: سيرة طفل قمر " ويتكوّن من نصوص بعضها باللسان الدّارج كما صاغه طفل القمر نفسه الذي لم يستكمل تعليمه ومع ذلك أصرّ قبل وفاته أن يترك أثرا يخلّد ذكره ويكون رسالة لأطفال القمر من بعده، ونصّان بالعربية الفصحى استوحاهما الكاتبان من كلام طفل القمر ثمّ ترجمة إلى الفرنسية والأنقليزية على أمل أن يعانق الكتيّب العالمية ويشقّ طريقه إلى أصقاع العالم كما حلم صاحبه قبل أن يغادرنا إلى مثواه الأخير سنة 2021 بعد صراع مرير مع المرض. نسّقت الجمعية التونسية للتربية والثقافة العمل، وعرضته على الاتحاد العام العام التونسي للشغل ممثّلا في الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد المكلّف بالإعلام والنشر، فتمّ الترحيب بالفكرة وتحويل الحلم إلى حقيقة.

 كما تمّ الاتّفاق على أن تعود عائدات مبيعات الكتيّب لفائدة جمعية أطفال القمر بمدنين على اعتبار أنّ الطفل صاحب العمل أصيل مدينة مدنين وعلى اعتبار أنّ ظاهرة أطفال القمر منتشرة بشكل لافت في هذه الجهة أكثر من غيرها.

يُذكر أنّ طبعة تجريبية أصدرها مهرجان مدنين الثقافي قبل وفاة موفّق بقليل تحتوي فقط على جزء من كتاباته بالدارجة و نص عربي فصيح وحيد، و لقيت النسخة آنذاك رواجا كبيرا خاصّة بعد حفل التوقيع الذي نظّمه المهرجان للكتيّب بحضور الطفل نفسه وعائلته. و اليوم يتبنّى الاتحاد العام هذا المشروع بإصداره ودعمه، ويساهم في تحقيق حلم راود الطفل طوال حياته ولم يفارقه حتّى قبيل مماته وهو القائل " عندما تَحين ساعتي، اُذكروني بخير وقولوا: لم يكن قمرا فقط، بل كان نجما لا ينطفئ نوره أبدا" رحم الله موفّق بن حميدة طفل القمر وشكرا للاتحاد العام التونسي للشغل على هذا الدّعم، وعلى هذا الحسّ الإنساني العميق.

• فتحي الرحماني/ الجمعية التونسية للتربية والثقافة والعلوم