رياضي

من النشاط إلى الركود : لماذا تجمدت أندية البطولة في الميركاتو؟

سادت حالة من الركود بين الأندية التونسية في سوق الانتقالات الصيفية لموسم 2022-2023، على غير المعتاد في السنوات الأخيرة.

ورغم أن سوق الانتقالات الصيفية بدأ منذ مطلع جويلية الحالي، إلا أن السبات كان واضحا على تحركات الأندية التونسية في أسوأ أزمة ركود منذ سنوات.

وباستثناء الترجي، الذي حافظ على توازنه المالي، تعاني أندية النادي الأفريقي و النادي الصفاقسي والنجم الساحلي من أزمة مالية خانقة، إذ عجزت عن تسديد ديونها المستحقة للاعبين ومدربين سابقين، لتواجه عقوبة المنع من إبرام صفقات، وبالتالي الغياب عن سوق الانتقالات.

ولا يبدو أن الأندية الثلاثة قادرة على استعادة توازنها المالي وتسديد ديونها المتراكمة في الفترة الحالية للدخول في سوق الانتقالات الصيفية وتعزيز تشكيلتها قبل انطلاق الموسم الجديد.

ولم تكن الأزمة المالية وليدة اللحظة، بل هي نتاج الإنفاق الكبير في المواسم السابقة مع انخفاض الإيرادات لتراجع عائدات حقوق البث التلفزيوني وبيع تذاكر المباريات.

وأنفقت الأندية ببذخ على عقد صفقات ودفع رواتب اللاعبين والمدربين في الأعوام السابقة، لتفقد السيطرة على توازنها المالي وتسقط في أسوأ أزمة مالية.

وفي وقت سابق، استبعد يوسف العلمي رئيس النادي الإفريقي، قدرة إدارة النادي على تسديد ديونه السابقة ورفع عقوبة المنع من عقد صفقات، وقال إنه من الصعب تحقيق المعادلة بين سداد الديون لرفع عقوبة المنع من التعاقد مع لاعبين جدد وتوفير الأموال لتسيير الشؤون اليومية للفريق.

ولا يبدو حال النجم الساحلي و النادي الصفاقسي أفضل، إذ يواجه المنافسان التقليديان على لقب البطولة التونسية مشكلات مالية حادة.

ويقف النادي الصفاقسي عاجزا أمام هجرة أبرز لاعبيه بسبب عجز النادي عن تسديد مستحقاتهم المالية قبل تجديد عقودهم، بينما لن يكون بوسعه التعاقد مع لاعبين جدد بسبب عقوبة المنع من التعاقدات.

- الترجي يستغل الموقف

يعد الترجي، صاحب الرقم القياسي برصيد 32 لقبا في البطولة ، المستفيد الأكبر من أزمة منافسيه التقليديين بعدما وجد الفريق المتوج بلقب البطولة للموسم السادس على التوالي، نفسه دون منافسة في سوق الانتقالات الصيفية.

وعزز الترجي تشكيلته بالتعاقد مع حسام دقدوق ومحمد بن علي ثنائي دفاع النادي الصفاقسي، وعزيز فلاح لاعب وسط النجم الساحلي في صفقة انتقال مجاني.

كما يسعى الترجي إلى مواصلة تعزيز تشكيلته بلاعبين آخرين من أجل المنافسة على لقب رابطة أبطال أفريقيا ومواصلة هيمنته المحلية.

- تقليص عدد الأجانب

وفي خطوة لمنع الأندية من مواصلة الانفاق والانزلاق إلى مزيد من الديون، قررت الجامعة التونسية لكرة القدم وقف تسجيل لاعبي دول شمال أفريقيا كلاعبين محليين وتقليص عدد اللاعبين الأجانب.

وسيكون على كل فريق الاكتفاء بقيد 6 لاعبين أجانب في الموسم المقبل، ثم يتقلص هذا العدد إلى 4 لاعبين في الموسم الذي يليه.

- فرصة سانحة للشباب

وربما يكون هذا القرار فرصة لظهور اللاعبين الشباب، إذ تضم الأندية التونسية العديد من اللاعبين الشبان، لكنهم يشتكون دائما من ندرة فرص اللعب باستمرار في التشكيلة الأساسية لاكتساب الخبرة.

وبرز في صفوف النادي الأفريقي ثنائي الهجوم الواعد آدم قرب وحمدي العبيدي ولاعب الوسط ياسين الدريدي، فيما تألق محمد الضاوي وراقي العواني في تشكيلة النجم الساحلي، بينما يستعد النادي الصفاقسي لمنح الفرصة للاعبين من الفريق الثاني.

وتأمل الأندية التونسية أن يتطور أداء الجيل الجديد من اللاعبين الموسم المقبل.

ويستعد الأفريقي والنجم الساحلي والصفاقسي للدفع بأبرز لاعبي الفريق الثاني في الموسم المقبل بعد منع الأندية من التعاقدات.