قوميون هندوس يدعون لمقاطعة فيلم على خلفية تعليقات قديمة لبطله المسلم
يواجه فيلم بوليوود "لال سينغ شادا"، وهو إعادة لفيلم هوليوود الشهير "فوريست غامب" الصادر في العام 1994، حملة دعوات لمقاطعته بسبب تعليقات قديمة لبطله المسلم عامر خان.
منذ الشهر الماضي، دعا عدد من مناصري الحزب القومي الهندي "بهاراتيا جاناتا" بزعامة رئيس مجلس الوزراء ناريندرا مودي، من خلال أكثر من مئتيْ ألف تغريدة، إلى مقاطعة الفيلم.
ولطالما شعر عدد من ممثلي بوليوود، خصوصًا الأقلية المسلمة منهم مثل خان، بضغط متزايد عليهم، منذ استلام رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي الحكم.
ومن المتوقّع أن يكون "لا سينغ شادا"، وهو إعادة هندية لفيلم "فوريست غامب" الأميركي الذي كان بطله الممثل توم هانكس، أحد أهمّ الأفلام في الهند في العام 2022، ويعود ذلك خصوصًا لحضور بطله الرئيسي عامر خان (57 عامًا)، وهو أحد أكثر ممثلي بوليوود الذي تدرّ أفلامه أرباحًا.
وانتشرت على الانترنت، قبل موعد إطلاق الفيلم في 11 أوت، مقاطع فيديو تعود لمقابلة عبّر فيها خان، في العام 2015، عن "خوفه" وعن احتمال مغادرته البلاد مع زوجته حينذاك.
وعُرف خان في أفلام تختلف عن أفلام بوليوود التقليدية التي يطغى عليها الغناء والرقص، إذ تُركّز أفلامه على قضايا اجتماعية وثقافية.
وقدّم برنامج "ساتياميف جاياتي" الحواري التلفزيوني الذي طرح مواضيع حسّاسة مثل الاغتصاب والعنف المنزلي والفساد.
ودفع الغضب حول فيلم خان الجديد بالممثل إلى التشديد على وطنيته هذا الأسبوع خلال حديث مع وسائل إعلام محلية، وهي عقيدة أساسية بالنسبة لحكومة مودي.
ولطالما أثارت الأفلام في الهند، التي يقطن فيها 1,4 مليار شخص، جدلًا وأعمال عنف أحيانًا.
لكن موجة الانتقادات التي تطال عامر خان، وهو أحد النجوم المسلمين في مجال السينما الهندية مثل شاه روخ خان وسلمان خان، تعكس تزايد التعصّب والتهميش وتشويه سمعة الأقلية المسلمة في الهند، حسبما يرى خبراء.
ومنظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" الهندوسية اليمينية الداعية إلى جعل الهند دولة هندوسية حصرًا، ألهمت عقيدة حزب بهاراتيا جاناتا.
ويعيش مسلمو الهند (200 مليون تقريبًا) في خوف مستمرّ بسبب عمليات إعدام مسلمين ينفّذها هندوس على خلفية حماية الأبقار المقدّسة، بالإضافة إلى جرائم كراهية أخرى.
وتحفل شبكات التواصل الاجتماعي بمعلومات مضلّلة مفادها أن عدد المسلمين سيتخطّى قريبًا عدد الهندوس بسبب الزيجات بين الأديان، أو أن الأقلية المسلمة هي طابور خامس تدعمه باكستان.
ويقول نقّاد إن بوليوود ونجومها بدأوا يغيّرون إنتاجاتهم بما يتناسب مع سياسة الحكومة منذ أن أصبح مودي رئيسًا للوزراء في العام 2014.
وصدرت موخرًا سلسلة من الأفلام ذات الطابع العسكري والقومي، تدور أحداثها حول أبطال جنود أو شرطيين من الهندوس عادة، ويكثر فيها استخدام الأسلحة النارية، يحاربون أعداءً داخل وخارج الهند.
وبعد عرض فيلم "ذي كشمير فايلز" (ملفات كشمير) الذي تدور أحداثه خلال فترة تمرد الانفصاليين المسلمين في كشمير ضد النظام الهندي بين عامي 1989 و1990، شهدت صالات سينما دعوات إلى قتل مسلمين.