بمناسبة احداث 5 أوت 1947 جبل الجلود "القرجومة "....والغبن البصري
الشعب نيوز / نصر الدين ساسي
قصص كثيرة ومثيرة تولد من رحم الحي الشعبي وفي أزقته الملتوية المظلمة، كانت العتمة ستارا ،وكان جدي خليفة "الانقر" واحداً من النازحين الهاربين من جحيم الزراعة البدائية من ريف السواسي إلى تخوم العاصمة، سحر تونس التي لا يعود زائرها مغرية ومخيفة في ذات الوقت، اختار جدي اختصاصا غير بعيد عن الزراعة، مصنع الأسمدة بمقرين المتاخمة لجبل الجلود، كان سعيدا بعمله، مخلصا له إلى درجة أصبحت معها الأسمدة تتجول في شرايينه حتى انه حين فارقها للتقاعد فتكت به. استقر جدي بجبل الجلود المتاخم لتونس، جبل الجلود يسميها متساكنوها "بالقرجومة" لم ابحث بعد في خلفية هذه التسمية لكني كنت ولا زلت اعتقد بأنها تعود إلى كون جبل الجلود المنفذ الجنوبي للعاصمة الذي تمر منه كل الخيرات في اتجاه العاصمة ولا ينال الحي منها سوى دخان الشاحنات، مازلت أتذكر شاحنة التفاح الأحمر التي انقلبت جراء حمولتها الزائدة في مدخل الحي لم يبق منها سوى الشاحنة، مازلت مقتنعا بأنها ليست سرقة وإنما إتاوة مشروعة على ما يلحقنا يوميا من غبن بصري.. نص كتبته منذ سنوات اردته تحية للجبل الذي ولدت فيه بمناسبة احداث 5 أوت 1947 ....الذكرى للذين قضو في المعركة او الذين انهكهم الطريق ....فرجاني السعدلي وجمال الحساني عبد السلام "سليم "ساسي واخرون.