آخر ساعة

من أوروبا.. الاحترار العالمي يُقلق العالم

لا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، قريبة من مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19".

وبحسب مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، فقد بلغ حجم مكافئات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، 1.029 مليار طن في الربع الأول من عام 2022، حيث تجاوز المستوى المليار طن للربع الثاني على التوالي، وأقل قليلا من 1.035 مليار طن تم تسجيلها في الربع الأول من عام 2019.

ويشار إلى أن مكافئات ثاني أكسيد الكربون هي مقياس لمقارنة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المختلفة على أساس احتمالية الاحترار العالمي مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وفي وقت سابق هذا العام، أعلنت يوروستات زيادة في الانبعاثات المضرة بالمناخ مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة عندما تجاوزت الانبعاثات في الربع الأخير من عام 2021 مستويات الربع الأخير من عام 2019.

وانخفضت الانبعاثات بشكل عام خلال ذروة الوباء بسبب الإغلاق الذي قلل من السفر والنشاط التجاري.

وفي أوائل عام 2022 كانت المنازل هي أكبر مصدر للانبعاثات، بنسبة 24%، تليها قطاعات إمدادات الكهرباء والغاز بنسبة 21% والتصنيع بنسبة 20%.

ومنذ منتصف شهر جويلية 2022، تواجه القارة الأوروبية موجة حرّ عاتية ساهمت في اندلاع عشرات الحرائق التي يواجه المختصون صعوبة بالغة في إخمادها في عدة بلدان أبرزها إسبانيا والبرتغال وفرنسا.

وسُجلت درجات حرارة قياسية في تلك الدول ما أدى إلى مئات الوفيات، وقد يصل عدد الوفيات إلى الآلاف إذا استمر الحال كما هو عليه الآن. وفيما تتجه الموجة شمالاً، يتحضر جنوب وغرب ألمانيا وجنوب بلجيكا لتسجيل درجات حرارة قياسية أيضاً.

وفقاً لمريم زكريا، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن (الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب) فإن المباني في العديد من البلدان الأوروبية لم تصمم بطريقة للتحمل درجات تفوق الـ25 درجة مئوية، كما أوردت شبكة "يورو نيوز".

وهذه المشكلة الهندسية أخطر في شمال أوروبا، حيث تم بناء معظم المنازل للحفاظ على الحرارة لمساعدة السكان على تحمل البرد بشكل أفضل، ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في الأماكن المغلقة أثناء موجة الحر.

وقد أدى الاحتباس الحراري الناتج عن التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى اشتداد حدة موجات الحرارة وزيادة تواترها في جميع دول أوروبا والتي من ضمنها بريطانيا التي سجلت رقمًا قياسيًا لأعلى درجة حرارة في تاريخها على الإطلاق عند 40% في 20 جويلية الماضي.

وبحسب "وكالة الأنباء الفرنسية"، تجعل انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز والنفط، موجات الحرارة أكثر سخونة وتستمر لفترة أطول وأكثر تعاقبًا.

ورغم أن موسم الحرائق لم ينته بعد، إلا أن الحصيلة الأولية لها تتفاقم في الاتحاد الأوروبي، حيث أتت النيران على أكثر من 660 ألف هكتار منذ يناير، وهو رقم قياسي لهذه الفترة من العام منذ بدء تسجيل بيانات الأقمار الصناعية في العام 2006.

منذ بداية جانفي، قضت الحرائق على 662.776 هكتار من الغابات في الاتحاد الأوروبي، وفق البيانات التي حدثها نظام المعلومات الأوروبي في حرائق الغابات، الذي يحتفظ بإحصائيات قابلة للمقارنة منذ العام 2006 بفضل صور الأقمار الصناعية لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي.

وشهدت فرنسا أعواماً أسوأ في السبعينيات، قبل البيانات الأوروبية الموحدة. ولكن سنة 2022 تعد الأخطر منذ 16 عاماً وفقاً لهذه الأرقام.

وختامًا، إن ظاهرة الاحتباس الحراري، واتساع ثقب الأوزون، وانخفاض معدلات الأمطار عن مستوياتها المعتادة، إضافة لارتفاع درجات الحرارة، حولت شهري جويلية وأوت في أوروبا إلى علامة استفهام. وهذا بدوره يجعل البشرية في مواجهة مسؤولياتها الأخلاقية والعلمية حيال البحث عن مخارج لإنقاذ البيئة والمناخ وإلا فإن الأوضاع ستزداد سوءاً.