" نيران صديقة" تهدد مستقبل شركة الجنوب للخدمات و500 من عملتها.
الشعب نيوز/ عدنان اليحياوي . إثر صدور القرار الحكومي سنة 2011 القاضي بمنع المناولة في القطاع العام و الدواوين و المنشآت و المؤسسات العمومية تم تأسيس شركة الجنوب للخدمات في شكل مؤسسة شبه عمومية بشراكة بين القطاعين العام و الخاص..
تاسست الشركة بمساهمة من الدولة التونسية بنسبة 52% من راسمالها موزعة بين المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية ETAP(40%) و الشركة التونسية للتنقيب CTF (12%)..
دعمت الدولة الشركة الناشئة و وضعت على ذمتها كل مدعمات النجاح وسط التزام تام من مؤسسات الإنتاج في قطاع البترول.. النشاط الأساسي للشركة هو الحراسة و توفير يد عاملة غير مختصة و عدد من السواق..
انطلقت الشركة بحماية من الدولة تجارة في تمكينها من إمضاء عقود مباشرة مع الشركات الناشطة في الصحراء لمدة خمس سنوات .. تعرضت الشركة في تلك السنوات إلى أزمات بسبب تنكر بعض الشركات لالتزاماتها و بسبب انخفاض أسعار البترول ثم بسبب المناخ الاجتماعي المتوتر في الفترة الفاصلة بين سنتي 2017 و 2020..
رغم صدور قرارات رئيس الحكومة في نوفمبر 2020 القاضية بإلزام الشركات البترولية بالايفاء بالتزاماتها المالية و التعاقدية فأن شيئا من ذلك لم يحدث .. و الادهى من ذلك هو تخلي الدولة عن دورهام في حماية مؤسستها ..
فرخصة ممارسة النشاط الصادرة عن وزارة الداخلية قد انتهت صلوحيتها منذ أكتوبر 2021 و رغم ورود ملف التجديد على الوزارة إلا أنها تتلكأ إلى الان في منحها الترخيص الضروري لامضاء العقود و لمواصلة آداء دورها الاقتصادي و الاجتماعي .. و المؤسسات العمومية لا تلتزم بأحد قرارات الاتفاق الأخير القاضية بأن شركة الجنوب للخدمات هي المؤسسة الوحيدة الناشطة في مجال الحراسة في صحراء تطاوين.. محطة توليد الكهرباء في البرمة ترفض الإلتزام بقرارات رئاسة الحكومة.. بل إن المؤسستين العموميتين ( ETAP, CTF) المساهمتين في رأس مال شركة الجنوب للخدمات تمنحان عقودا لمؤسسات حراسة أخرى و تمتنعان من ضمان ديمومة المؤسسة..
إزاء هذا الوضع المتردي أصبح مستقبل الشركة غامضا و تسريح 500 عامل في هذه الشركة صار احتمالا ممكنا في ظل استهداف تتعرض له الشركة من الاطراف المتعاقدة معها و ظلما صارخا تسلطه الدولة عليها ممثلة في هياكلها الرسمية و إدارات الاشراف و التسيير ..
المؤسسة مستمرة في النشاط اليوم بفضل حماس أبنائها و غيرتهم عليها رغم ظلم ذوي القربى و النيران الصديقة التي تتعرض لها ممن كان يفترض به أن يكون ضمانا لاستمرارها و ديمومتها ..
و الاتحاد الجهوي الشغل بتطاوين ملتزم بخوص كل الاشكال النضالية حتى تواصل هذه المؤسسة نشاطها و حتى نتجنب أزمة اجتماعية تهدد السلم و المناخ الاجتماعي في الجهة و يدعو سلطةجهة الاشراف إلى الاسراع بتنفيذ ما يقع على عاتقها من تعهدات و التزامات.