ثقافي

المسرح الوطني دون مدير عام فهل تعمل الوزارة على "تخصيب الفراغ "؟

الشعب نيوز/ ناجح مبارك 
لم تهتم وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي بمسالة المسرح الوطني من حيث التسيير والتكوين اذ مرت سنتان على استقالة الفنان الفاضل الجعايبي بعد ان اثرى خزينة المؤسسة بعدة اعمال وحاول الاصلاح واثارت اليات تسييره للمؤسسة عدة اشكاليات مع الاداريين والتقنيين بالاساس .

وزيرة الثقافة تحركت بعد تاخير وزارت المؤسسة حيث مقرها العملي والفني بالحلفاوين ولكن الوعود كثيرة واليد قصيرة .فمن يؤبد حالة الفراغ بمؤسسة المسرح الوطني و الى متى ؟ واي موقف للهياكل المهنية الفنية ؟
عبر عدد من المخرجين و الممثلين والتقنيين والمنتجين عن استيائهم من حالة الفراغ او ما اسموه ب"تخصيب الفراغ "بالنظر الى الوضعية التي عليها المسرح الوطني بين مقراته المنتصبة بالحلفاوين وكذلك شارع باريس حيث الشلل التام والعطالة في الانتاج بالنظر الى استقالة او اقالة المدير العام السابق الفاضل الجعايبي بعد سنوات من الانتاج والتكوين بالمؤسسة .
اصوات تتعالى واستياء  
الحبيب بلهادي المنتج والذي عمل من قبل بالمؤسسة  وجمال العروي رئيس النقابة المهنية المستقلة لمهن الفنون الدرامية ووداد العلمي المنتجة ورئيسة ودادية الفنانين والعاملين في القطاع ولفيف من اهل المهنة وجهوا مراسلة الى رئاسة الجمهورية جاء فيها:
يغلق المسرح الوطني التونسي سنته الثقافية الثانية دون مدير عام وهو ما سبب شللا لهذه المؤسسة العمومية الرائدة والمرجعية التي تمثّل واجهة الثقافة المسرحية التونسية. وأمام تجاهل نداء المسرحيين وتهميشهم بترذيل الحياة المسرحية ووضعها في مقام الاستحالة حيث تسري عمليّة تخصيب الفراغ بشكل مفزع، وأمام سياسات المماطلة والتلاعب التي يشهدها ملف تعيين مدير عام للمؤسسة  المذكورة أعلاه، واللجوء الى تكليف مشبوه في المدّة الاخيرة كحلّ ترقيعي للإيهام بالسير العادي لها، فإنّ هذا لا ينبئ إلّا بانهيارها قريبا كصرح وطني كنّا  نحسبه جزءا في بناء ثقافة الجمهورية الجديدة .
تعيين كفاءة مسرحية  
واضاف اصحاب العريضة الموجهة الى رئيس الجمهورية :"
نحن المسرحيين التونسيين نطالب بإنقاذ المسرح الوطني التونسي عبر تعيين مدير عام من الكفاءات المسرحية حسب ما يمليه القانون الأساسي لهذه المؤسسة، ووفق معيار الكفاءة والمشروع الفكري والجمالي.
ليس المسرح مجرّد قناع جمالي لأيّ بلد، بل مشروع حي مشروع فكري وجمالي .
عقب هذه الرسالة المفتوحة والتي امضى عليها اكثر من مائة مهتم بالشان المسرحي تحركت وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وزارت المؤسسة بفضاء التكوين بالحلفاوين والتقت بالعاملين فيها وأكدت على ضرورة تعيين مدير عام جديد للمؤسسة بعد ايام وبعد اصدار بلاغ في الغرض وعرض طلب الترشحات من الفنانين ممن تتوفر فيهم الشروط على لجنة من اهل المسرح .
تعيين اول وتعنيف 
والغريب ان لجنة سابقة قد تم عرض اعمالها وناقشت التعيينات المقترحة واقترحت الفنان وابن المؤسسة معز العاشوري ويبدو ان هذا التعيين لا يحضى بموافقة لا اهل المهنة ولا العاملين بالمؤسسة من التقنيين والاداريين بالاساس ممن سعوا الى تعنيف العاشوري بباب المؤسسة ،مؤسسة المسرح الوطني بالحلفاوين .والسؤوال لماذا العنف اولا واي موقف للتفقدية العامة بالوزارة من ذلك ؟ومن سيقبل بالمهمة في ظل الاجواء المشحونة بين العاملين بالمسرح الوطني والفنانين المقترحين ؟

على كل، حاولت وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي ان توحي للجمهور المسرحي ان" الوضع تحت السيطرة "وعند زيارتها لمقر مؤسسة المسرح الوطني بالحلفاوين قالت ان المؤسسة واجهة للثقافة التونسية في الداخل والخارج وان استمرار العطاء داخلها يتم عبر مشروع من ابنائها مع ضرورة الانفتاح على الكفاءات من العائلة الفنية والمسرحية الموسعة ،حتى تؤمن المؤسسة الانتاج الطبيعي من مسرح موجه للكهول والاطفال وتعرض اعمال يمكن ان تنافس في المهرجانات العربية والغربية والعالمية المختصة .
اشغال في قاعات التمارين  
الوزيرة اطلعت على تقدم اشغال قاعات التمرين وابرزت الاهتمام بالمدرسة التطبيقية للحرف المسرحية وضرورة رقمنة الارشيف الخاص بالمؤسسة بما يحفظ منشورات وانتاجات عشرات السنين ،وعلى مر العصور ،وهذا ما يقتضي تعزيز الموارد البشرية لتطوير الانتاج .وعودة اشعاع المؤسسة في الداخل والخارج.
وقبل هذا الاشعاع المنتظر يتواصل شلل المؤسسة وهي الممولة اساسا من الوزارة ولا يمكن للجان الدعم والانتاج ان تمنح المستحقات لمؤسسة في حالة شلل ولا تقدم مقترحات انتاج ،وقد تحول امر الصرف ،وفي ظل غياب الادارة والارادة ،الى مورد لصرف اجور العمال والاداريين ،فقط .فمتى يستقيم عود مؤسسة المسرح الوطني ؟