جزيرة قرقنة: الأوضاع الصحية لم تعد تُطاق وآن الأوان لرحيل مدير المستشفى
نفّذ أعوان وعملة قطاع الصحة بجزيرة قرقنة أمس الاثنين وقفة احتجاجية بتأطير من نقابتهم الأساسية مواصلة منهم في الاحتجاج على أوضاع قطاع الصحة بالجهة وبالمستشفى الجهوي "سليم الحضري" الذي لم يعد قادرا التعاطي مع المواطنين ومنها مرض الكةفيد 19 بسبب سوء تسيير مديره.
ورغم الجلسة الصلحية المنعقدة أخيرا وتحلي الطرف النقابي بالرصانة والمسؤولية وتأجيله للإضراب إلى يومي 28 و29 جويلية الجاري لفسح المجال أمام المدير وجماعته لإصلاح ما يمكن أصلاحه وتحسين الخدمة العلاجية المقدمة للمواطنين، لكن العكس هو الذي حصل.
في هذا السياق، أطلقت الأخت منى شعور الكاتبة العامة لنقابة أعوان الصحة بقرقنة نداء استغاثة بشأن هذه الأوضاع المتردية الأخذة في التأزم يوما بعد يوم .
وأكدت في تصريح ل"الشعب نيوز" أن القطاع مازال يشكو من نقص فادح في العنصر البشري في الأقسام الداخلية وفي قسم الكوفيد وفي العيادات الخارجية، كما أن غرفة العمليات الثانية لا تعمل وهناك نقص في التجهيزات إلى جانب غياب الاحترام للبروتوكول الصحي وانعدام وسائل الوقاية والحماية، لافتة إلى أن المدير يتحمل كل المسؤولية في ذلك وهو الذي قام بطرد 9 عمال مؤخرا من عمال البستنة في تجاوز صارخ للقانون رغم ما يقدمه الإطار الطبي وشبه الطبي والعملة من مجهودات ومجابهتهم للكورونا بصدور عارية، فضلا عن تهميشه لعملة الحظائر بالقطاع.
في ظل هذه الأوضاع الرديئة، تقول الأخت منى شعور، يصرّ مدير المستشفى على انتهاك الحق النقابي وعدم تفعيل محضر الجلسة الأخيرة من طرف لوبي إداري داخل المستشفى يترأسه المدير.
وبعد الوقفة الاحتجاجية واصل المدير تعنته وإصراره على العمل المنفرد وسوء التسيير وتقسيم العمل، ما اثر على الخدمة العلاجية والصحية المقدمة للمواطن، لتتراكم المشاكل وتسوء ظروف العمل أكثر فأكثر في ظل جائحة الكوفيد 19 وفي منطقة شبه معزولة كجزيرة قرقنة.
محدثتنا حمّلت المسؤولية للمدير الذي وتر المناخ الاجتماعي بسبب تجاهله لاستحقاقات المستشفى ولحقوق الأعوان وبسبب قراراته أحادية الجانب وغير الصائبة، مؤكدة أن النقابة الأساسية وبالتنسيق مع الاتحاد المحلي بقرقنة والاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بقدر استعدادهم للتفاوض من أجل إيجاد حلول لمعاناة المستشفى وأعوانه، بقدر استعدادهم أيضا لخوض النضالات المتاحة دفاعا المرفق العمومي وعموميته وعن حق مواطني الجزيرة في الصحة.
أوضاع صحية لا تطاق في قرقنة يتحمل مسؤولية تدهورها مدير المستشفى وجماعته الذين أثبتوا فشلهم، ما يُنذر بّأن المناخ سيتوتر أكثر في الأيام القليلة القادمة، إذا لم تتحرك السلطات المحلية والجهوية.
صبري الزغيدي