وطني

وزير الشؤون الخارجية يدعو إلى بلورة تصور عربي جماعيّ لمواجهة التحديات الماثلة أمام المجموعة العربية

دعا السيد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في كلمته أمام الدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب المنعقدة بالقاهرة يوم 6 سبتمبر 2022، إلى بلورة تصور عربي جماعيّ، عمليّ وقابل للتطبيق وخطةُ تحرّك فاعلة وناجعة، لمواجهة التحديات الماثلة أمام المجموعة العربية والتي تشكل خطرا على الأمن العربي في مفهومه الشامل بما في ذلك الغذائي والطاقي والاقتصادي والاجتماعي والصحّي.

وأكد الوزير على ضرورة توفر الإرادة المشتركة لإيجاد حل مشترك يتجاوزُ مرحلةَ التشخيص إلى مرحلة الفعل والاستجابة، مبرزا أن القضايا الجوهريّة العربية ماتزال للأسف معلّقة منذ سنوات بل وعقود، وزادتها التحولات الإقليمية والدولية تعقيدا.

وبين الوزير أهمية أن يكون للجامعة العربية وللمجموعة العربية دور حيوي في خضمّ كلِّ هذه الصراعات والأزمات، بعيدا عن حالة الاستقطاب الدولية السائدة وضرورة تحويل التحديات إلى فرصٍ حقيقية لتعزيز التعاون العربي المشترك وإصلاحِ منظومة العمل المشترك وِفق آليات جديدة ومقاربات مُبْتكرة، تقومُ على حوار شفاف وصريح وبنّاء، وتأخذُ في الاعتبار أولويّات المنطقة وتحدياتها.

كما أبرز أن أزمة الإمدادات الغذائية وارتفاع أسعار الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة إضافةً إلى تفاقم آثار التغيرات المناخية تستدعي إرساء نظام اقتصادي عربي مشترك قادرٍ على الصمود إزاء مختلف هذه التقلّبات العالمية وقادر على احتواء الضغط الدولي وعلى التفاعل مع بقية الفضاءات ومختلف الشراكات والشركاء أيا كانوا من موقع القوة والنّدية والمساواة.

وأشار الوزير في هذا السياق إلى أن قمة تونس لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا التي احتضنتها بلادنا يومي 27 و28 أوت 2022، كانت قمة ناجحة على جميع المستويات ورافدا من روافد الانفتاح على مختلف فضاءات الانتماء الإفريقية والعربية والمتوسطية. كما كانت مناسبة مكنت الدول الإفريقية ومن بينها عديد الدول العربية من تقديم تصوراتها واقتراحاتها حول أهمية الشراكات وضرورة تقييمها ومراجعاتها بما يستجيب للتحديات الماثلة. كما طرحت القمة أهمية ملكية وقيادة مشاريعنا كدول نامية بما يسهم في تحقيق تنمية جوهرية حقيقية.

وأكد الوزير على أن الدول العربية لا تنقصُها الإمكانيات ولا تنقصها الثروات ولا الكفاءات ولكنّ تحتاجُ إلى رؤيةٍ موحدة لجميع القضايا بمختلف أبعادها، بما في ذلك الحاجة إلى أن تظلَّ فلسطينُ في صدارة الاهتمامات والأولويات العربية حتى تُدركَ سلطات الاحتلال بأنّ الشعب الفلسطيني لا يقفُ وحده في مواجهة انتهاكاتها المدانة بجميع المقاييس، والحاجة إلى أن تستعيد سوريا عافيتَها ومكانتَها وأن يجدَ اليمنُ أمنَه واستقرارَه وأن تستكملَ ليبيا مسارها السياسي ضمن حوار ليبي -ليبي وبعيدا عن أية تدخلات خارجية.

ودعا الجرندي إلى تقييم مشترك موضوعي وصريح للأهداف والآليات التي يقوم عليها العمل العربي المشترك وملاءمتَها مع التحديات الجديدة التي تُواجهها دُولنا حتى نتمكّن من التوظيف الأمثل لإمكانياتِنا في إطار من المنفعة المشتركة والمتبادلة.

وأشار في هذا السياق إلى ضرورة التوجه إلى الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد خلال أيام بنيويورك بمواقفَ مشتركة حول مختلف القضايا والتوجه كذلك إلى القمة العربية في الجزائر في نوفمبر القادم بمشاريعَ حلول وتصورات لمختلف التحديات حتى لا تكونَ الاجتماعات العربية والقمم مجرّدَ مواعيد في رزنامة الاستحقاقات الدولية والإقليمية.