قلوب اللبنانيين رقصت أملاً وفخراً بفوز فرقة "ميّاس" في مسابقة "أميركاز غوت تالنت"
كان خبر فوز فرقة "ميّاس" للرقص بالمرتبة الأولى في برنامج المواهب التلفزيوني الأميركي الشهير "أميركاز غوت تالنت" الخميس حديث اللبنانيين الذين ابتهجوا لانتصار تمنّوه، إذ يضفي على حياتهم الغارقة بالأزمات السياسية والاقتصادية شيئاً من الأمل والفخر.
وأدمعت عيون كثر من اللبنانيين، كباراً وصغاراً، ومن كل الطوائف، سواء في الوطن أو بين الأعداد الكبيرة من المقيمين في مختلف دول الانتشار، فرحاً بالبشرى التي استيقظوا عليها.
وتناقلوا عبر الشبكات الاجتماعية خبر انتصار الفرقة المؤلفة حصراً من إناث الذي نشرته وسائل الإعلام، فأثلج صدوراً ضاقت ذرعاً بالأزمات على أنواعها، ورقصت قلوبهم مع الأداء "الآسر" و"الساحر" الذي قدمته الفرقة في عروضها، بحسب ما وصفه أعضاء لجنة التحكيم.
وحصلت الفرقة التي يشرف عليها مصمم الرقص نديم شرفان على جائزة قدرها مليون دولار، وعلى فرصة لتقدّم في لاس فيغاس عرضها المبهر الذي تؤدي فيه رقصا أساسه شرقي لكن مع ابتكارات كثيرة وتأثيرات آسيوية وأوروبية. وحملت الراقصات في عرضهن الأخير مراوح الريش وبلورات بيضاء مضيئة.
ومنح رئيس الجمهورية ميشال عون فرقة "مياس" وسام الاستحقاق اللبناني الذهّبي "تقديراً لعطاءاتها الفنية ونجاحها في أهم برامج المواهب العالمية"، وفق ما جاء على حساب الرئاسة على "تويتر".
وغرّد عون عبر "تويتر" أن فوز فرقة مياس "مدعاة فخر اللبنانيين واعتزازهم"، مضيفا "شكراً لجهودكم وإبداعكم لأنكم زرعتم الأمل والضوء في قلوبنا جميعا".
وشكّل فوز ميّاس في نهائي هذا الموسم من البرنامج لحظة استراحة نادرة من هموم اللبنانيين الناجمة عن انهيار اقتصادي حاد بدأ منذ نحو ثلاث سنوات، وفرصة قلّ مثيلها لتَوَحُّد اللبنانيين في خضمّ الخلافات السياسية وحال الاصطفافات.
وتُعتبر الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان الأسوأ في تاريخه، وبات أكثر من ثمانين في المئة من سكان لبنان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المئة. وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار.
وفاقم انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أوت 2020 تداعيات الأزمة. وأسفر عن مصرع أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف وتدمير أحياء واسعة من العاصمة. ونجم عن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم من دون إجراءات وقاية. ويتعثر التحقيق حوله، ما يثير غضب اللبنانيين ونقمتهم على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز.
وتجلّى الغضب الشعبي العارم أخيرا في موجة تعاطف عبر الشبكات الاجتماعية أو في الشارع، مع أشخاص اقتحموا مصارف، مستخدمين أسلحة حقيقية أو مزيّفة، لإجبارها على تسليمهم بعضا من ودائعهم المجمّدة. وأصبح هؤلاء بمثابة أبطال يحظون بشعبية كبيرة.
في لوس أنجلوس حيث يقام البرنامج التلفزيوني، حضر مئات اللبنانيين القادمين من ولايات أميركية مختلفة، العرض الليلة الماضية، وهتفوا للفرقة وصفقوا واحتفلوا بانتصارها حاملين أعلام لبنان.