العنصرية الصهيونية تحرم الاسيرة خالدة جرار من توديع ابنتها سهى الوداع الأخير
نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بمكتبها السياسي ولجنتها المركزيّة وعموم أعضائِها في الوطن والشتات المناضلة سهى جرار ابنة القياديّة الأسيرة خالدة جرار "أم يافا" والمناضل غسّان جرار، أثر رحيلها بنوبةٍ قلبيّةٍ حادّة، وقد اعتبرت الجبهة الشعبية ما جرى مع المناضلة جرار جريمة مُركّبة وسياسة انتقامية، حيث أكد مسؤول لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية عوض السلطان أن ما جري بحق المناضلة الأسيرة خالدة جرار سياسة انتقامية وجريمة مُركبّة لم تبدأ باعتقالها تعسفاً لأكثر من مرة ومنعها من السفر وتحديد إقامتها ولم تنتهِ بحرمانها من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على كريمتها سهى التي توفيت في رام الله وهو ذات الأمر الذي حدث عند وفاة والدها أواخر عام 2017 وقد حُرمّت أيضاً من إلقاء نظرة الوداع عليه كونها كانت معتقلة إدارياً.
وأكد السلطان في تصريح للمكتب الإعلامي صباح اليوم الثلاثاء 13 جويلية 2021 أن منع جرار من توديع كريمتها أمر يُلحق بها ضرراً وأذىً بالغاً يندرج تحت بند التعذيب النفسي الذي جرمته القوانين الدولية الإنسانية واتفاقات جنيف الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب و التي توجب على القوة المحتلة أن تسمح للأسرى لديها بممارسة شعائرهم الدينية والاجتماعية وفق ما يعتنقونه ويؤمنون به، كما أنه يفضح مدى العنصرية التي تسود دولة الاحتلال ومؤسساتها حيث أن قوانينها تُجيز للمعتقلين الذين يحملون جنسيتها إن لم يكونوا فلسطينيين الخروج من السجون مهما بلغت أحكامهم للمشاركة في المناسبات الاجتماعية الخاصة.
ولفت السلطان في تصريحه إلى أن اعتقال المناضلة جرار برمته أمر غير قانوني إذ أنها اعتقلت دون توجيه أي لائحة اتهام لها ولم يُراعي عند اعتقالها أنها عضو منتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني وتحمل صفة تمثيلية عليا لشعبنا. وأشاد السلطان بالمناضلة أم يافا، والتي رغم ظروف الأسر الطويلة وحرمانها من أبسط حقوقها وفي المقدمة منها لقاء عائلتها وحتى المنع من مكالمتهم هاتفياً، إلا أنها جَسدّت صموداً غير عادي، ما يؤكد أنها جبل وطني شامخ لا تهزه أية أعاصير أو جرائم أو آلام.
وقد أعلنت الشرطة الفلسطينية العثور على جثة سهى جرار داخل شقة سكنية قرب مجمع فلسطين الطبي في رام الله، مساء الأحد 11 جويلية الجاري، مؤكدةً أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً للوقوف على ملابسات الوفاة. وفي نفس السياق أطلقت حملة لإطلاق سراح المناضلة جرار، وجاء في الدعوة لهذه الحملة " بدلاً من أن نسلّم بأن المناضلة القيادية عضو المجلس التشريعي سابقاً خالدة جرار لن تودّع ابنتها سهى، والتي أعلن عن وفاتها، وإذ تقبع جرار في سجون الاحتلال منذ ما يقارب عامين، ومن المفترض أن تنهي حكمها خلال شهرين، لنعمل محلياً ودولياً لتشكيل الضغط اللازم على إدارة سجون الاحتلال لتطلق سراح جرار في أقرب موعد حتى يتسنّى لها وداع ابنتها، وممارسة أبسط حقوقها الإنسانية".
ناجي