دولي

في بنغلادش لاجئون مناخيون يهجرون مساكن جرفتها المياه

تضم بنغلادش الكثير من مناطق الدلتا، إذ يمر بها أكثر من 200 مجرى مائي من روافد الغانج وبراهمابوترا اللذين ينبعان من جبال هيمالايا ويمران بآسيا الجنوبية.

لطالما شكلت الفيضانات الدورية التي تجتاح المنازل والأسواق والمدارس جزءا من حياة عشرات ملايين المزارعين وصيادي الأسماك الذين يعيشون على ضفاف الأنهر، وهي من المناطق التي تشهد أكبر كثافة سكانية في الأرياف البنغلاية.

إلا أن التغير المناخي يزيد من خطورة هذه الظاهرة وتواترها ما ينجم عنه متساقطات غير منتظمة تتسبب بمزيد من الأعاصير والفيضانات المباغتة.

عرفت بنغلادش هذه السنة أسوأ فيضانات منذ اكثر من عشرين عاما أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل في شمال البلاد، وعزلت سبعة ملايين آخرين من خلال تعطل حركة السير على محاور طرقات رئيسية.

ويهدد ارتفاع مستوى مياه البحار الناجم عن الاضطرابات المناخية بإرغام عشرات ملايين آخرين على هجر منازلهم على طول ساحل بنغلادش المتدني الارتفاع وبغمر هذه الأراضي الزراعية الخصبة بمياه مالحة.

وتعتبر الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني بنغلادش من بين أكثر دول العالم عرضة وتأثرا بالظواهر المناخية القصوى منذ مطلع القرن الحالي مع اختفاء بلدات بأكملها في عمق الأراضي بعيدا من السواحل.

ويقدر مركز المعلومات حول البيئة والجغرافيا، وهو هيئة عامة، أن الأنهر ستقضم حوالى 1800 هكتار من الأراضي في بنغلادش خلال السنة الحالية وأن منازل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص ستختفي.

وينتقل سكان البلدات التي تختفي في غالب الأحيان إلى مدن الصفيح المنتشرة في دكا البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة والتي تضاعف حجمها في غضون 20 عاما خصوصا بسبب النزوح من الأرياف.

خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في نوفمبر في مصر، ستعرض خطة وطنية للمساعدة على إدارة الكوارث الطبيعية والأحوال الجوية القصوى التي تزداد كثيرا بسبب التغير المناخي.

وتنص خصوصا على حصر قضم الأنهر للأراضي بحوالى ألف هكتار سنويا.

وتفيد التقديرات أن التخفيف من تداعيات التغير المناخي في بنغلادش يتطلب 230 مليار دولار حتى العام 2050.