مونديال الأطفال في قطر فرصة للاجئين سوريين وفلسطينيين للمطالبة بحقوقهم
الشعب نيوز / وكالات . ترك الفتى السوري حازم عطار مدينته حلب وأبحر مع عائلته على متن مركب هش إلى مرسين في تركيا هربًا من الحرب، ليجد نفسه بعد سبع سنوات يلعب كرة القدم في بطولة كأس العالم للأطفال في الدوحة استعداداً لمونديال قطر الشهر المقبل.
والنسخة الرابعة من البطولة التي تقام قبل المونديال وتضم للمرة الأولى لاجئين سوريين وفلسطينيين، فرصة لعطار وآخرين ليس لإبراز موهبتهم فقط، بل لإيجاد منبر للمطالبة بحقوق حُرموا منها.
تُقام هذه البطولة على مدى ثمانية أيام بمشاركة 28 فريقًا من 25 دولةً، وتهدف إلى التركيز على التحديات التي يواجهها الأطفال الآتون من مجتمعات تشهد أزمات.
في حديقة الأكسجين على أطراف العاصمة القطرية، بدت الحماسة واضحة في عيني عطار (17 عاما) الذي يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا.
في زاوية أخرى من الحديقة، تقوم فتيات فلسطينيات يرتدين ملابس رياضية وقمصانًا طُبع عليها العلم الفلسطيني، بتدريبات أخيرة استعدادًا لمباراتهنّ المقبلة.
استغرقت رحلة الفتيات الوافدات من مخيم طولكرم في الضفة الغربية المحتلة واللواتي لم يخرجنَ من بلدهنّ من قبل، ثلاثة أيام للوصول إلى الدوحة، بسبب الطريق الطويل الذي سلكنَه عبر جسر الملك حسين الذي يربط الضفة بالأردن والإجراءات الأمنية المتعددة عند المعابر.
وتروي ملاك عوفي (16 عامًا) يوميّاتها في المخيم حيث تسكن مع عائلتها المؤلفة من ستة أفراد، فتشير الى أنه مكان ضيّق لا تتسع أزقّته للمواصلات، لذلك تسير كل صباح وهي تحمل حقيبتها على ظهرها لمدة ساعة لتصل إلى مدرستها.
ولا تتجاوز مساحة المخيّم كيلومترا مربعا واحدا ويقطنه نحو 11 ألف شخص، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وتنظّم مؤسسة "ستريت تشايلد يونايتد" البريطانية الحدث الرياضي في الدوحة، والهدف منه إعطاء الأطفال مساحة لممارسة هوايتهم والتعبير عن مطالبهم التي سترفع في نهاية كأس العالم الى الحكومات المعنية.
تعلو فجأة هتافات التشجيع من إحدى زوايا الملعب ما يعكس الأجواء الحماسية السائدة أثناء المباريات الأولى بين فرق آتية من كل أنحاء العالم: أعضاء من فريق بنغلادش يقومون بتمارين للياقة البدنية في زاوية، ولاعبو فريق المكسيك يعانق بعضهم بعضا في زاوية اخرى.
وتُختتَم فعاليات الدورة بالمباراة النهائية في 15 أكتوبر قبل أقل من شهر من انطلاق المونديال في 20 نوفمبر.