دولي

اعتقالات في نابلس وسلفيت والاحتلال يواصل فرض الحصار على مناطق في الضفة الغربية

قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت فجر اليوم الاثنين 11 فلسطينيا على الأقل في أنحاء مختلفة من الضفة، يأتي ذلك في ظل استمرار حصار مناطق فلسطينية في الضفة، مع توعد  الكيان الصهيوني بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية.

وأضاف نادي الأسير أن الاعتقالات تركزت في كل من منطقة العيساوية في القدس المحتلة ويطا جنوب الخليل وبيت لحم وطوباس، وجرى اقتياد المعتقلين إلى معسكرات للتحقيق معهم.

في حين قال جيش الاحتلال في بيان إن قواته اعتقلت شابا فلسطينيا من منطقة الضاحية شرقي نابلس ، وأوضح البيان أن قوات الجيش اقتحمت المنطقة وحاصرت منزلا لاعتقال أحد المطلوبين، وانسحبت من المكان.

وزعمت مصادر صهيونية  أن الشاب المعتقل من كوادر مجموعة "عرين الأسود" المشكلة من مقاومين فلسطينيين في مدينة نابلس. لكن المجموعة نفت ذلك في بيان مقتضب، وأكدت أنه لا وجود لاسم المعتقل بين صفوفها.

وفي سياق متصل، شيع مئات الفلسطينيين شمالي الضفة اليوم الاثنين جثمان مجاهد أحمد داود (30 عاما) الذي استشهد متأثرا بإصابته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، وجرت مراسم التشييع في مسقط رأسه بقرية حارس شمالي مدينة سلفيت بالضفة.

وقالت وزارة الصحة أمس الأحد إن داود استشهد متأثرا بجروح حرجة أصيب بها ظهر السبت الماضي بالرصاص الحي في الصدر في قراوة بني حسان جنوب مدينة نابلس، وأضافت أن فلسطينيين أصيبا بالرصاص خلال مواجهات مع جيش الاحتلال بالضفة وُصفت حالتيهما بالحرجة.

- الفرق الطبية

وفي سياق متصل، شاركت فرق طبية من القطاعين الحكومي والأهلي بمنطقة الخليل في وقفتين للمطالبة بوقف "استهداف الاحتلال  للطواقم الطبية، ومحاكمته على جرائمه"، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية.

والجمعة الماضي، قتل جيش الاحتلال الطبيب عبد الله الأحمد (43 عاما) من مدينة جنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ورفع الأطباء في الوقفتين صورا لزميلهم الشهيد، ولافتات تندد بعمليات الاستهداف الصهيونية .

- طوق أمني

من جهة أخرى، قال مسؤول أمني صهيوني  لإذاعة الاحتلال إن الطوق الأمني المفروض على مدينة نابلس سيستمر حتى إشعار آخر. وتواصل السلطات الصهيونية حصارها على محافظة نابلس لليوم الخامس على التوالي عقب مقتل جندي قرب مستوطنة "شافي شومرون" (غربي المدينة).

ونشر الكيان الصهيوني حواجز عسكرية على جميع مداخل ومخارج المدينة، ويتم التدقيق في هويات المواطنين ووثائق المركبات.

كما شهدت بعض القرى المحيطة بنابلس اعتداءات من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، وتخللتها عمليات إطلاق نار على منازل المواطنين وإحراق مزارعهم واقتلاع أشتال الزيتون في أراضيهم.

وسحبت سلطات الاحتلال تصاريح العمل من 164 عاملا فلسطينيا من مدينة نابلس، بزعم أنهم على صلة قرابة مع منفذي هجمات ضد أهداف صهيونية .

-سياسة الحصار

وتنتهج سلطات الاحتلال فرض حصار وقيود على الفلسطينيين بذريعة الحفاظ على أمنها، فتقيد حركة المواطنين الفلسطينيين بين البلدات والمدن، وتفرض حصارا وإغلاقا على حدود الضفة وعلى قطاع غزة.

ومؤخرا، بدأ الكيان الصهيوني فرض حصار على المدن والمخيمات عند تنفيذ عمليات تستهدف جنودها في ما يصفه القانون الدولي بسياسة العقاب الجماعي.

وأحدث حالات الحصار هو ما يتعرض له مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمال القدس المحتلة ومدينة نابلس.

ففي 29 سبتمبر 2022 الماضي ، أحكمت تل أبيب طوقا عسكريا حول مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين وبلدة عناتا، وتذرع جيش الاحتلال بالبحث عن منفذي عملية حاجز شعفاط العسكري.

وبذريعة البحث عن المنفذين، حاصرت القوات الصهيونية نحو 130 ألف فلسطيني داخل المخيم والأحياء المجاورة، ومنعت دخوله والخروج منه، وبدأت شن عمليات خاطفة وتنفيذ اعتداءات واعتقالات عشوائية.

وبعد ذلك بيومين، وقعت نابلس تحت الحصار بعد عملية مستوطنة "شافي شمرون"، وتكتسب هذه المدينة أهمية اقتصادية بوصفها مركزا تجاريا وصناعيا رئيسيا بالضفة، وأعلن جيش الاحتلال إغلاق الحركة وإقفال الطرق إلى نابلس ومنها، في إطار إجراءات "رفع وتيرة الأنشطة الأمنية بالمنطقة"، فأعلن سكان شعفاط وعناتا ونابلس وقرى وبلدات محيطة العصيان المدني احتجاجا على سياسات العقاب الجماعي التي تفرضها قوات الاحتلال.

ويأتي حصار البلدات والمخيمات خطوة تصعيدية لاستعادة قوة الردع مما يضاف إلى سياسات الهدم التي تنفذها قوات الاحتلال لمنازل مقاومين وأقارب لهم، يقدّر عددها منذ النكبة بنحو 170 ألف منزل.