ثقافي

لماذا تلجأ السينما المصرية لتقديم أجزاء ثانية من أفلام ناجحة بدلًا من صناعة الجديد؟

الشعب نيوز / كعب . ليس من الغريب ملاحظة العدد غير القليل من الأفلام التي يواصل صنّاعها التحضير لأجزاء جديدة منها، بعدما تأكدوا من تعلق الجمهور بها. لم يبدأ بعد سباق عرضها لكن الجميع أعلن أن عرضها في قاعات السينما سيكون قريبًا.

والخوف الشديد الذي انتشر بين المنتجين وصناع السينما للمراهنة على أعمال فنية جديدة غير مضمونة مهما كانت موهبة أصحابها ساعد في الإصرار على تقديم أجزاء أخرى من أعمال مضمونة النجاح، لا سيما في ظل تداعيات كورونا وقلة جمهور قاعات العرض ، بالإضافة إلى شراسة المنافس الجديد مثل "نتفليكس" و"ديزني+" و "أو إس إن" (OSN) وغيرها من المنصات.

- أعمال كوميدية أثبتت نجاحها

تحمس صناع فيلم "وقفة رجالة" لتقديم جزء ثان، بعد النجاح الكبير الذي حققه في السينما بتجاوز إيراداته نحو 1.3 مليون دولار بعد 20 أسبوعا من العرض.

وبالتزامن مع الضمان النسبي الذي قد تحققه صناعة فيلم "كوميدي" ناجح، أعلن صناع فيلم "بنك الحظ" إصدار جزء جديد منه قريبًا، وكان الفيلم قد حقق نجاحا نسبيا في وقت عرضه بالسينما، كما تعلق جمهور مواقع التواصل بأبطاله.

كذلك أعلن صناع فيلم "البدلة" وفيلم "هيبتا" العمل على تقديم جزء آخر للجمهور الذي استقبل الخبر بحفاوة كبيرة على مواقع التواصل، بخاصة فيلم البدلة الذي كان ربما أنجح أعمال تامر حسني التي أخرجته من عباءة أجزاء عمر وسلمى الثلاثة.

- الأكشن لا يخيّب ظن الصناع

إلى جانب ضمان نسبي لفئة الكوميدي، تتربع أفلام "الأكشن" (الحركة) التي تجذب أغلبية الجمهور العام للسينما، لذلك خرج صناع فيلم "كازابلانكا" الذي حقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر لإعلان قرب صدور جزء آخر من الفيلم في مدة وجيزة.

الفيلمان الأشهر والأضخم إنتاجًا وهما "ولاد رزق" و"الفيل الأزرق" لم يكتف صناعهما بتقديم أجزاء ثانية بل سعوا إلى الامتداد إلى جزء ثالث باستغلال النجاح الكبير والتعلق الكبير بشخصيات العمل، حتى إن مؤلف فيلم "ولاد رزق" يقوم بإنتاج مسلسل مستوحى من شخصياته سينتهي قريبًا.

- قديم وحديث

لم يتوقف الأمر على صناعة الأفلام الجديدة نسبيًّا التي تعلق بها الجمهور، بل امتد ذلك إلى ماضيهم واستخراج أعمال حققت نجاحا بالفعل للمراهنة عليها في هذا الوقت الصعب.

فعلى سبيل المثال، وبعد ما يقرب من ربع قرن على عرض فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية"، أعلن الكاتب مدحت العدل تقديم جزء جديد من الفيلم الذي كان بوابة لعبور جيل من نجوم السينما الشبابية، الذين شكلوا مع بداية الألفية الموجة الجديدة من السينما.

اللافت للنظر هو استبعاد مخرج العمل، لكن المؤكد أنهم لن يتنازلوا عن تقديم جزء آخر من واحد من أفضل الأعمال على الإطلاق.

وبعد نحو ربع قرن، أعلن صناع "فيلم ثقافي" تقديم جزء ثان منه، وإلى جانبه كان فيلم "غبي منه فيه"، وعلى الرغم من أن كليهما لم ينجح تمامًا أثناء عرضه الأول في شباك التذاكر، فإن تعلق الجمهور على شاشات التلفزيون أغرى الصناع باستغلال ذلك.

- تساؤلات

من دون شك، فإن الاستسهال النسبي في المراهنة على أعمال جديدة لا يعني أن صناعة جزء جديد من عمل أثبت نجاحه أنه سينجح بالفعل، لكن ذلك لدى المنتجين تحديدًا أكثر أمانًا وثقة.

ويلجأ الصناع الجدد في هذه الحالة إلى صناعة أعمال وتقديمها في عباءة شبيهة بأفلام أثبتت نجاحها، وعينهم على شباك التذاكر.

الجميع هنا يراهن على شباك التذاكر أكثر من أي وقت مضى، ونادرًا ما يُصار إلى المجازفة بالعمل على فيلم مغاير نسبيًّا في صناعته، كذلك لا أحد يعلم هل هو وضع استثنائي مع كورونا أم إن منصات العرض الإلكترونية نفسها ستجعل هذا الأمر حتميا؟

وتبقى الملاحظة الأكثر محورية هنا أن ذلك إذا كان سيضر بحيتان الصناعة فإنه لن يمثل أي عائق للأعمال القليلة التكلفة التي ربما ستستغل ذلك لمصلحتها كما استغل فيلم "وقفة رجالة" مثلًا وجوده وحيدًا في السوق وقت كورونا فقط لأنه "محدود الإنتاج" ولم يخف منتجوه كثيرًا.

تنفيذ /  كعب