الشؤون الاجتماعية والصحة كانتا بيد وزير واحد مدة 6 سنوات ونصف وأنجزتا أوسع حملات التلقيح
عاد محمد الطرابلسي وزير الاجتماعية مرة أخرى الى إدارة وزارة الصحة – بالنيابة – بعد اقالة فوزي مهدي من مهامه مساء يوم العيد. وقد سبق لمحمد الطرابلسي ان تولى نفس الوزارة بالنيابة في سبتمبر 2017 خلفا للراحل سليم شاكر الذي توفي اثر أزمة قلبية.
وزير آخر للشؤون الاجتماعية تولى وزارة الصحة بالنيابة وهو الحبيب الكشو حيث كلفه بها رئيس الحكومة آنذاك الياس الفخفاخ بعد اقالة عبد اللطيف المكي وغيره من الوزراء الممثلين لحركة النهضة.
والحقيقة ان الجمع بين الوزارتين ليس جديدا، فمن باب البروتوكول تقعان قريبتين من بعضهما، وهما من نوع الوزارات المتلازمة في المهام الموكولة لهما.
لكن هناك ما هو أهم، فقد اتحدت الوزارتان تحت اشراف وزير واحد لأكثر من ست سنوات ونصف وخلالها قامت الدولة بأوسع حملات التلقيح ضد العديد من الامراض التي كانت سارية في البلاد. ومن اللافت للنظر ان النقابي الفذ أحمد بن صالح هو الذي تولاها من 5 ماي 1958 الى 3 جانفي 1961 وليس مستبعدا ان يكون هو نفسه وراء الفكرة. ومعلوم أن احمد بن صالح لما كان امينا عاما للاتحاد من ماي 1954 الى ديسمبر 1956 أشرف على اعداد برنامج اقتصادي واجتماعي للاتحاد هو نفسه الذي جعله الزعيم الحبيب بورقيبة برنامجا للحزب الدستوري.
وحتى يضمن حسن تطبيق البرنامج، عين بورقيبة النقابي احمد بن صالح في 29 جويلية 1957 وزيرا للصحة العمومية ثم بعد نحو سنة جمع بين يديه وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية قبل ان ينقله منذ جانفي 1961 الى وزارة التخطيط. والمالية. وحل مكانه في الصحة والشؤون الاجتماعية المحامي المنذر بن عمار الى نوفمبر 1964 تاريخ " استقلال " الصحة " فيما بنت الشؤون الاجتماعية شراكة جديدة مع الشباب والرياضة قادها المنذر بن عمار واستمرت الى 8 سبتمبر 1969 تاريخ عودة الصحة من جديد الى محاذاة الشؤون الاجتماعية بإدارة ادريس قيقة لكن لمدة شهرين فقط.
فمنذ نوفمبر 1969، استقلت الصحة بادرة ادريس قيقة الى جانفي 1973 قبل ان يستلمها منه محمد مزالي حتى ماي 1976 حيث تولاها المنجي الكعلي الى ديسمبر 1977 تاريخ توليها من طرف المنجي بن حميدة الذي تركها في سبتمبر 1978 الى فؤاد المبزع.
نضيف ان اول وزير للصحة في دولة الاستقلال كان الدكتور محمود الماطري من افريل 1956 الى 5 ماي 1958. أما بقية وزراء الصحة الذين عملوا تحت امرة الزعيم بورقيبة فكانوا بعد فؤاد المبزع كل من الضاوي حنابلية من نوفمبر 1979 الى افريل 1980حيث تولاها رشيد صفر الى اكتوبر1983 ليستلمها منه الحبيب التوهامي لمدة شهرين فقط حيث تركها لكاتبة الدولة سعاد الوحشي التي استمرت فيها الى 26 جويلية 1988.