وثيقة هامة 7 : في العهدة النيابية للامناء العامين للاتحاد

         باعتبار مكانته كمسؤول أول عن المنظمة وناطق رسمي باسمها وممثل عنها في المحافل الوطنية والدولية، فان الكاتب العام/ الامين العام حظي دوما بأكبر الاهتمام. وعدا مؤتمر قفصة المنعقد في افريل 1981 الذي ظل فيه اسم الأمين العام مجهولا الى آخر اللحظات فقد جرت العادة أن يعرف الأمين العام تقريبيا قبل المؤتمر بأيام بساعات اثناءه وبصورة عامة قبل نهاية أشغاله. وفي مؤتمر سوسة المنعقد سنة 1989 فاز إسماعيل السحباني بالأمانة العامة بفارق صوت واحد. وفي مؤتمرات المنستير 2006 وطبرقة 2011 وتونس 2017 ورغم تنافس قائمتين فأن الأمور كانت محسومة قبل أيام لفائدة عبد السلام جراد وحسين العباسي ونورالدين الطبوبي.
         ومن تقاليد الاتحاد أن ينتخب المكتب التنفيذي أولا ثم يقوم هو ثانيا بانتخاب أمين عام. لكن تم في بعض الأحيان تجاوز هذه التقاليد المضمنة في القانون الأساسي بانتخاب الأمين العام مباشرة من طرف المؤتمر وبرفع الايدي. حصلت بالخصوص مع الحبيب عاشور وإسماعيل السحباني.
         في أغلب المنظمات الشبيهة بالاتحاد العام التونسي للشغل لا سيما في أوروبا يعرف الأمين أسابيع بل أشهر عديدة قبل المؤتمر وذلك تفاديا لاي توتر او انقسام قد يحدثان في صورة تنافس شخصين أو أكثر. وان حصل أكثر من ترشح فإنه يقع تنظيم انتخابات تمهيدية لحسم الامر بعيدا عن أجواء المؤتمر. أنظر الجدول عدد 12 المتعلق بتفصيل المدد النيابية للأمناء العامين 

          فقد تراوحت المدة النيابية الجملية للأمناء العامين الذين تعاقبوا على قيادة الاتحاد بين 14 سنة (غير مسترسلة) للحبيب عاشورو20 شهرا لمحمد كريّم. وتقطعت المدة النيابية للحبيب عاشور ثلاث مرات بسبب الخلافات مع السلطة وسجنه في مناسبتين واخضاعه للإقامة الجبرية في المناسبة الثالثة. أما أجزاء المدة فكان في المرة الاولى سنتان (2) و4 أشهر وكان في المرة الثانية 7 سنوات و8 أشهر وفي المرة الثالثة 4 سنوات.
          واستمرت المدة النيابية لإسماعيل السحباني كأمين عام 11 سنة و6 أشهر دون انقطاع متبوعا بعبد السلام جراد الذي استمرت نيابته 11 سنة و3 أشهر.
          ودامت نيابة فرحات حشاد أقل بقليل من 7 سنوات متبوعا بأحمد تليلي بـ5 سنوات ونصف وحسين العباسي بـ 5 سنوات والبشير بلاغة بـ4 سنوات و10 أشهر.
          وامتدت نيابة الطيب البكوش كأمين عام مدة 3 سنوات و8 أشهر واقتصرت نيابة أحمد بن صالح على سنتين وشهرين تقريبا.

           تجدر الإشارة الى أن خمسة (5) أمناء عامين من عشرة غادروا مسؤولياتهم بفعل عوامل خارجية وهم فرحات حشاد بسبب استشهاده في ديسمبر 1952 وأحمد بن صالح اثر خلاف مفتعل انتهى بعمل انشقاقي في 1956 والبشير بلاغة اثر انهاء تـجربة التعاضد سنة 1970 والحبيب  عاشور في ثلاث مناسبات ( 1965 و1978 و1985) اثر خلافات حادة مع السلطة الحاكمة وإسماعيل السحباني سنة 2000 اثر تحوير في المسؤوليات.