نقابي

حفيظ حفيظ من صفاقس: معركتنا اليوم باسم الشعب

الشعب نيوز / صبري الزغيدي . قال الأخ حفيظ حفيظ الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الشؤون القانونية إن معركة الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم هي باسم الشعب ودفاعا عن حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعن مكاسب الثورة.

وابرز خلال ترأسه لأشغال المجلس الجهوي بصفاقس اليوم الخميس 12 جانفي 2023 ان مواقف وقرارات المنظمة الشغيلة كانت منسجمة وتطورت وفق تطور الأحداث بداية من تشخيصها للسنوات العشر الأخيرة وانطلاق لحظة 25 جويلية التي مثلت منطلقا لتصحيح المسار الديمقراطي وعكست جزءا كبيرا من الارادة الشعبية.

وفي هذا السياق أوضح الأخ حفيظ ان المنظمة الشغيلة بالرغم من انها دعمت لحظة 25 جويلية واعتبرتها قطيعة مع سنوات الخور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لكنها ايضا لم تقدم صكا على بياض لرئيس الدولة وقدمت في هذا الصدد محاذير من المس من الحريات العامة والفردية ومكاسب الثورة والمس من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعب التونسي، وهذه المحاذير تأكدت مع تطور الأحداث والمستجدات خاصة مع اصدار المرسوم 117 الذي بموجبه وضع الرئيس كافة السلطات بين يديه ثم الاستفتاء وصياغة الدستور والقانون الانتخابي في نهج انفرادي بعيدا عن أي تشاركية مع الاتحاد وبقية  مكونات المجتمع المدني والقوى السياسية الديمقراطية والتقدمية.

ولفت الأخ حفيظ إلى الصورة السيريالية التي تجسدت من خلال التناقض الغريب بين ما يصرح به رئيس الدولة حول تحسين الاوضاع المعيشية للتونسيات والتونسيين واستحالة رفع الدعم او التفويت في المؤسسات العمومية وبين سياسة حكومته التي هرولت في اتجاه الحلول السهلة وخضعت لاملاءات صندوق النقد الدولي وهو الأمر الذي تجسد في مضامين قانون المالية الاخير الذي احتوى الرفع التدريجي للدعم من خلال الرفع في الأسعار او التخفيض في نسبة الدعم ب 26 في المائة او ايضا المحاولات الملتوية للتفويت في المؤسسات العمومية عبر ادراجها في البورصة او إدخال الشركاء الاستراتيجيين.

الأخ حفيظ بين ان السلطة الحالية تتبع في نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي اثبتت فشلها في الماضي وثار عليها التونسيات والتونسيون، فغاب عنها أي برنامج يعتمد على الامكانيات الذاتية للبلاد او رؤية إصلاح اقتصادي واجتماعي بأياد تونسية، حتى أن عمل الحكومة بات مرتبكا ووصل الأمر الى حد التناقض في تصريحات اعضاء الحكومة.

من ناحية اخرى، عرج الأخ حفيظ على بعض المحطات التاريخية التي خاضت فيها المنظمة الشغيلة صراعات ضد السلطة دفاعا عن استقلاليتها وقال إن أي سلطة تسعى إلى ارباك الاتحاد وإضعافه بهدف تمرير مشاريعها اللاشعبية واللاديمقراطية، وما محاولات السلطة الحالية لارباك المنظمة الا عنوان اخر من عناوين التضييق على العمل النقابي وضرب مصداقية المفاوضة الجماعية وادبيات الحوار الاجتماعي من خلال المنشور 21.20 سيء الذكر او النفخ في أجسام غريبة عن العمل النقابي او تشويه المنظمة وقياداتها واطاراتها النقابية؛ مبرزا ان هذا السلوك لن يزيد المنظمة الا وحدة وصلابة والتحاما مع الطبقة العاملة.

الأخ حفيظ ختم تدخله بالتأكيد على ان اللحظة الحالية التي يعيشها الشعب التونسي تتطلب اتخاذ قرارات شجاعة، وستنظر الهيئة الإدارية الوطنية في كل الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا على مواصلة تعميق التشاور مع مكونات المجتمع المدني والقوى السياسية التي يتقاطع معها الاتحاد العام التونسي للشغل في الافكار والمبادئ لصياغة برنامج إنقاذ وطني.