السعودية وسوريا تجريان محادثات لإعادة العلاقات بين البلدين بعد قطيعة لأكثر من عشر سنوات
الشعب نيوز / وكالات . أجرت سوريا والسعودية مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة كبيرة تقرب عودة دمشق إلى الصف العربي.
وتأتي هذه المباحثات بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.
بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، تجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية الخميس 23 مارس 2023.
وتأتي المباحثات بين السعودية وسوريا في أعقاب اتفاق بين الرياض وطهران التي تدعم النظام السوري عسكريا وسياسيا منذ بداية النزاع، على استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال فترة 3 أشهر، بعد قطيعة استمرت 7 سنوات بين القوتين الإقليميتين.
ونقلت قناة "الإخبارية" الحكومية عن المسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إنه "في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية".
وكانت المملكة أغلقت سفارتها في دمشق، وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في مارس 2012، بعد نحو عام من اندلاع النزاع في سوريا، حيث دعمت الرياض الجماعات المعارضة للنظام وللرئيس السوري بشار الأسد.
وزار الأسد مؤخرا الإمارات و سلطنة عمان ، علما أنه لم يزر أي دولة عربية أخرى منذ بداية النزاع في بلده.
وأكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنظيره السوري في أبوظبي ضرورة عودة دمشق "إلى محيطها العربي"، وسط جهود لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.
وصرح الأسد في حديث مع تلفزيون "آر تي" الروسي خلال الأسبوع: "لم تعد الساحة السورية مكان صراع إيراني-سعودي" معتبرا أن الاتفاق بين هاتين القوتين الإقليميتين شكل "مفاجأة رائعة".
وأضاف: "السياسة السعودية أخذت منحى مختلفا تجاه سوريا منذ سنوات".
وقال وزير الخارجية السعودي مؤخرا إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد في التعامل مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الزلزال.
- بيئة أكثر استقرارا
والأسبوع الماضي، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية صحافيين في الرياض بأن "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ونحن بحاجة إلى التفكير في طرق للتواصل مع سوريا".
وأوضح: "بالطبع عرضنا وساهمنا بشكل كبير في الاستجابة الإنسانية بعد الزلزال. حتى قبل ذلك واصلنا تقديم المساعدات الإنسانية لأشقائنا في سوريا وجميع أنحاء سوريا. لكننا ما زلنا نتشاور مع الدول العربية الشقيقة في هذا الصدد".
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء 21 مارس 2023 معارضتها تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين: "لن نطبع العلاقات مع نظام الأسد"، مشددا على أن الإدارة الأمريكية لا تشجع أحدا على هذا التطبيع بغياب أي تقدم حقيقي نحو حل سياسي.
وتابع المتحدث: "نحض جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون".
وتمكن الأسد بدعم من روسيا من استعادة السيطرة على غالبية مناطق سوريا بعد النزاع الذي أوقع نصف مليون قتيل وهجر نصف سكان البلاد، وشهد صعود تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتستبعد الولايات المتحدة بموجب قانون محلي تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا في ظل حكم الأسد قبل المحاسبة عن الانتهاكات.
وبالإضافة إلى دول عربية، اتخذت تركيا المجاورة لسوريا، والتي تدعم فصائل تقاتل القوات الحكومية السورية، مؤخرا خطوات باتجاه إصلاح العلاقات.
وقال الباحث في مجموعة يوروآسيا أيهم كامل إن "التركيز الأخير من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على إصلاح الخلافات مع الجيران، يعكس رغبته في التركيز على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المحلية".
وتابع: "أجندة التطوير الاقتصادي المحلي تتطلب بيئة أكثر استقرارا".