وطني

قضية متجددة تشق الوسط الجامعي : هل يجوز الاشتراك مع باحثين اسرائيليين في ندوات دولية؟

الشعب نيوز/ متابعات - لا يفوّت التونسيون اي فرصة للتنديد بالتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وللتشهير بمن يقوم به باي شكل من الاشكال، مباشرة أو بصورة غير مباشرة. ويصبّ التونسيون جام غضبهم في هذا الاطار على اي نوع من انواع التطبيع وخاصة اذا كان من النوع الاكاديمي او العلمي او التربوي، ناهيك عن مجالات أخرى.

في هذا الصدد، تفجرت منذ الاثنين 10 افريل قضية جديدة في علاقة بما يسمى التطبيع الاكاديمي لما انتشر بين الجامعيين اولا وعموم التونسيين ثانيا خبر تنظيم ندوة دولية في العاصمة الفرنسية باريس تشرف عليها جمعية تاريخ يهود تونس وذلك من 16 الى 18 أفريل الجاري تحت عنوان : من التقليد الى الحداثة، اليهود والدين في تونس من الحماية الى الاستقلال والتي دعت للمشاركة جامعيين من عدة بلدان بما فيها دولة الكيان الى جانب جامعيين تونسيين.

النقاش في القضية تناول عدة جوانب، تنوعت فيها الاراء والاطروحات. وفيما يلي عرض مواقف ثلاثة اطراف رئيسية من الموضوع، الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، جامعة منوبة والاستاذ الحبيب القزدغلي أحد الباحثين المدعويين للمشاركة في الندوة.

جامعة التعليم العالي ترفض اي تطبيع اكاديمي   

بادر المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل باصدار موقف من مشاركة جامعيين تونسيين في مؤتمر علمي بمدينة باريس، أيام 16 و17 و18 أفريل 2023، تنظّمه "جمعية تاريخ يهود تونس" تحت عنوان: "اليهود والقانون في تونس من الحماية إلى الاستقلال" مبينا أنه علم على غرار عموم الجامعيّات و الجامعيّين بتونس، بان مداخلات لجامعيين تونسيين تؤثث الملتقى إلى جانب جامعيين من فرنسا و إيطاليا وآخرين من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وعليه فإنّ المكتب التنفيذي للجامعة :

1- يعيد التأكيد على مواقف الجامعيين التونسيين المبدئية فيما يخص القضية الفلسطينية وانحيازهم الكامل دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والانعتاق ومقاومة الاحتلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس.

2- لئن ينوّه بأهمية وجودة البحوث الأكاديمية التي أنتجها و لا يزال ينتجها زملاؤنا في التاريخ والعلوم الاجتماعية حول الأقليات في تونس، ومنها حول تاريخ يهود تونس في إطار هياكل بحث ومؤسسات جامعية تونسية، فإنّه يرفض أن يقع إدراج أسماء باحثين وباحثات من تونس مقرونة بإسم مؤسساتهم الجامعية التونسية إلى جانب أسماء باحثين منتمين إلى جامعات من دولة الاحتلال.

3- يذكّر في هذا الصّدد بأنّ "الحملة التّونسيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثّقافيّة لإسرائيل" تؤكد على رفض إقامة أيّة علاقات أكاديمية من أي نوع، بين مؤسّساتنا الجامعية ومؤسّسات إسرائيلية جامعات كانت أو كليات أو هياكل بحث، ويدعو الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى الالتزام بهذا المبدأ.

4- يؤكد أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، ويدعو الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى مزيد الاحتياط والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي.

 

 موقف رئاسة جامعة منوبة

من جهتها، أصدرت جامعة منوبة التي ينتسب اليها الاستاذ الحبيب القزدغلي بيانا جاء فيه أن رئاستها " اطلعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، على برنامج الملتقى العالمي الذي أعدته " جمعية تاريخ اليهود بالبلاد التونسية" وهو ملتقى تدور أشغاله بالعاصمة الفرنسية في الأيام القليلة القادمة وتفاجأت بورود أسماء باحثين من ثلاث جامعات إسرائيلية إلى جانب باحثين تونسيین."

وقالت جامعة منوبة أنها "تستغرب جدا مما وراء ذلك من سعي ماكر إلى التطبيع وتعبرعن شجبها له وتستنكر باشد درجات الاستنكار تسجيل صفة الانتساب إليها في برنامج، إلى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية ".

" وعليه فهي تعلم أنّ قبول المشاركة في ذلك الملتقى ، ببرنامجه المشار إليه ، مسألة شخصية يتحمل مسؤوليتها من يُقدم عليها، وتدعو من له أجندا خاصة ألا يستعمل في خدمتها اسم جامعة منوبة ، وهو يعلم أنها الجامعة الوطنية العريقة التي تخلت منذ سنتين عن احتضان ملتقى عالمي ضخم ، إذ حاولت الهيأة الدولية الأجنبية الساهرة على تنظيمه فرض مشاركة أكاديميين من جامعات إسرائيلية فيه . و لقد أعلنت رئاسة الجامعة أنذاك، بالمناسبة، في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية ، عن رفضها القطعي لكل محاولات التطبيع الأكاديمي من منطلق مناصرتها للأكاديميين الفلسطينيين في ما تعرضون له من تنكيل وتعسف والتزامها المطلق بمبادئ الدفاع عن حقوق الانسان على نحو حقيقي وكلّي، في كافة أنحاء العالم، وعلى رأسها حقوق الانسان الفلسطيني المغتصبة في وطنه المحتل."

توضيح من الحبيب القزدغلي

أدرج الاستاذ الحبيب القزدغلي، أحد المشاركين في الندوة وأحد أبرز " المتهمين" بالتطبيع تدوينة على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" قال فيها أنه خلافا لما تم تداوله ، فان الندوة ستنعقد في باريس من 16 الى 18 أفريل الجاري ندوة تاريخية دولية تحت عنوان : من التقليد الى الحداثة، اليهود والدين في تونس من الحماية الى الاستقلال (1881-1956).

وأضاف أن " الندوة تلتئم بمبادرة من جمعية تاريخ اليهود في تونس، وهي جمعية فرنسية أسسها في باريس عدد من اليهود التونسيين قبل 25 عامًا (1997) وهي جمعية علمية سبق لها أن نظمت خلال العقود الماضية عددا من الملتقيات الدولية في جامعة الصربون وغيرها من الأماكن حول تاريخ التونسيين اليهود و هي منشورة وموجودة في المكتبات وقد سبق أن شارك في الدورات السابقة عشرات الباحثين والباحثات التونسيين والتونسيات الى جانب باحثين من بلدان عديدة مختصين في تاريخ البلاد التونسية."

" وبالنسبة للملتقى الحالي الذي سيتناول من منظور علمي آكاديمي بحت مسألة العلاقة بين الدين والقانون لدى اليهود التونسيين والذي سيشارك فيه، كالعادة، وقد استجاب الى دعوة المنظمين عبر وسائل الاعلام الى المشاركة فيه، عدد من الباحثين من مختلف بلدان العالم و وذلك بشكل فردي كما يجري في كل المؤتمرات الدولية ودون تمثيل لأي بلد او منظمة او جامعة أو جهة كانت."

وأضاف القزدغلي " بالنسبة لما أثير من لغط حول - قضية التطبيع- باعتبار حضور بعض المؤرخين المنتمين لجامعات اسرائيلية، الى جانب باحثين منتمين الى جامعات ايطالية وفرنسية وأمريكية، يهمنا التأكيد أن ذلك تم ايضا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية كما سيكون الأمر في هذه المرة في حدود الموضوع المطروح في الندوة التي ستنشر أعمالها لاحقا."

وفيما يخص موضوع التطبيع من عدمه مع دولة اسرائيل قال القزدغلي: " لم أتخلف في أي لحظة في الماضي وفي الحاضر عن تنديدي بها كمحتل للأراضي الفلسطينية وتنكيلها بالشعب الفلسطيني الشقيق وعن مساندتي الكاملة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وأعتبر التطبيع قضية تتعلق بالدول لا بالأشخاص ومن جهتي فانه لم يسبق لي الدعوة للتطبيع أو تبريره باي شكل من الأشكال،"