فرح و"يوم عيد" في اليمن مع إفراج طرفَي النزاع عن مئات السجناء
الشعب نيوز / وكالات . غصّ مطارا صنعاء وعدن الجمعة 14 أفريل 2023 بأقرباء أسرى يفرج طرفا النزاع في اليمن عنهم ضمن عملية تبادل كبرى، في يوم كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر واعتبروا أنه سيجعل عيد الفطر الذي يحلّ الأسبوع المقبل "عيدين".
وبدأت الجمعة عملية تبادل مئات السجناء بين قوات الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، تشمل أسرى سعوديين، على أن تستمر ثلاثة أيام، في خطوة تعطي زخمًا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمرّ منذ 2014.
على مدرج مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمرّدين منذ عام 2014، تجمّع مئات الأشخاص مقتربين من الطائرة التابعة للخطوط الجوّيّة اليمنية والتي تشغّلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعيونهم شاخصة الى باب الطائرة آملين في رؤية أقرباء لهم في الأسر قادمين من عدن، في أي لحظة.
نزل الركاب واحدًا تلو الآخر رافعين قبضاتهم في الهواء في حركة تحدّ واضحة، وساروا بين مستقبليهم ومن بينهم مقاتلون حوثيون يرتدون البزة العسكرية وأطفال رشقوهم بالورود والأرز.
وشوهد كثير من المفرج عنهم يهرعون لدى مشاهدة أقرباء لهم لمعانقتهم وتقبيلهم.
واتفق الحوثيون والحكومة اليمنية خلال مفاوضات عقدت في برن الشهر الماضي على تبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لدى القوات الحكومية.
وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في الحرب اليمنية لدعم الحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات الآلاف من القتلى وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وسيطرت أجواء الفرح نفسها على مطار عدن، مقرّ الحكومة المؤقت الذي انتقلت اليه بعد وصول الحوثيين الى صنعاء. وتوقّفت حافلات بيضاء كبرى في المطار ونزل منها أسرى حوثيون يرتدون اللباس اليمني التقليدي ويحملون أغراضًا قليلة وضعوها في أكياس أو حقائب ظهر صغيرة، ثمّ وقفوا في طوابير استعدادًا للصعود على متن طائرة تنقلهم إلى صنعاء.
وانتشر عناصر من القوات الحكومية لتنظيم العملية. ووقف عدد منهم مرتدين عمامات على رؤوسهم، عند باب كل حافلة أثناء نزول الركاب منها، وساعدوا أسرى مسنّين في النزول، أحدهم كان على كرسي متحرك.
وسيطر الذكور على المشهد وكان جميع المفرج عنهم يرتدون الزيّ اليمني التقليدي فيما بدا شعر بعضهم ولحاهم طويلة.
وقدم كثرٌ بينهم مئات العسكريين ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لاستقبال الأسرى وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ونزل الصبيحي وهادي من الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وسط انتشار أمني كثيف وتصفيق حار من الحاضرين الذين حمل العديد منهم صورهما.
في صنعاء، ركع عدد من المفرج عنهم على المدرج وأدوا الصلاة، في حين لم يتردّد آخرون في التعبير عن دعمهم المستمرّ للمتمرّدين.